أكد مصدر أمني مطلع ل"الوطن" أن قرار وزارة الداخلية الأخير الذي قضى بنزع صفة لاجئ عن اللاجئين السوريين الذين يتنقلون بين لبنان وسورية، يهدف بالأساس إلى التصدي للعديد من "جواسيس" النظام السوري الذين دخلوا لبنان ضمن أفواج اللاجئين، ولكنهم دأبوا على العودة إلى سورية بين فترة وأخرى لمهام أمنية تم تكليفهم بها. وقال المصدر الذي - فضل عدم كشف هويته - لأسباب أمنية في تصريحات إلى "الوطن"، أن هؤلاء ماداموا يستطيعون العودة إلى سورية والخروج منها في كل مرة حسبما يريدون، فهذا يعني أنهم ليسوا لاجئين، وأنهم لا يواجهون مخاطر أمنية تهدد حياتهم، لذلك لا داعي لوجودهم في لبنان وبإمكانهم العودة إلى بلادهم لممارسة حياتهم الطبيعية. وأضاف أن الأجهزة المختصة في لبنان اكتشفت وجود العديد من العناصر الأمنية وسط اللاجئين، بهدف "التجسس" عليهم ونقل تحركاتهم أولاً فأولا، مشيراً إلى أن هذا الأمر اتضح بصورة جلية خلال انتخابات الرئاسة التي شهدتها بيروت أواخر الأسبوع الماضي، حيث فوجئ اللاجئون بأن العديد ممن يشاركونهم السكن في مخيمات اللجوء، هم شخصيات لها نفوذ داخل سفارة بلادهم ببيروت، وأن العديد منهم تولى المشاركة في تنظيم أفواج اللاجئين الذين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم، وكانوا يحضونهم على التصويت لصالح بشار الأسد. وكانت الداخلية اللبنانية قد حذرت اللاجئين الذين يتنقلون بين البلدين من أنهم سيتعرضون لفقدان وضعهم كلاجئين إذا تكرر هذا الأمر اعتباراً من الأمس. وقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "في إطار عملية تنظيم دخول وخروج الرعايا السوريين إلى الأراضي اللبنانية، فإنه يتوجب على جميع اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الامتناع عن الدخول إلى سورية، وإلا تعرضوا إلى فقدان صفتهم كلاجئين في لبنان". وأمل المشنوق من جميع اللاجئين "التقيد بهذا التدبير لسلامة وضعهم في لبنان، مؤكداً أنه يأتي انطلاقاً من الحرص على الأمن في لبنان، وعلى علاقة اللاجئين السوريين بالمواطنين اللبنانيين في المناطق المضيفة لهم، ومنعاً لأي احتكاك أو استفزاز متبادل". من جهته، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن سجلات النازحين السوريين موجودة، لافتاً إلى أنهم معروفون بكل تفاصيلهم وببصمات عيونهم، مشيراً إلى أن "قبول اللاجئين يأتي وفق معايير أمنيّة فقط، أي إذا كان اللاجئ قادماً من مناطق غير آمنة". وقطع بعدم وجود مراكز اقتراع بلبنان في يوم الانتخابات السوريّة غداً". وفي تداعيات ما جرى في انتخابات السفارة، عُثر، صباح أمس، على 4 قنابل يدوية مربوطة بشريط بالقرب من أحد مخيمات اللاجئين السوريين، ومركز تيّار "المستقبل" الأساسي في بلدة خريبة الجندي - عكار، حيث تم إبلاغ الأجهزة الأمنيّة التي استدعت خبيراً عسكرياً للكشف عليها.