في إجراء تصعيدي يهدف لحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه مشكلة اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على لبنان بمعدلات متزايدة، حيث وصل عددهم إلى أكثر من مليون لاجئ، هددت بيروت أمس بإغلاق حدودها في وجه اللاجئين، ما لم تقم الدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها، وأعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام أن حكومته قد تتخذ قرارا رسميا بإغلاق الحدود في وجه اللاجئين السوريين، وقال "مثل هذا القرار يمكن أن يؤخذ من خلال توافق سياسي لأن لبنان لا يمكنه الاستمرار في استيعاب أعداد النازحين السوريين. وبلادنا لها طاقات محدودة، إذا حدث تجاوزها فإن ذلك سيؤدي إلى إغراق لبنان". وطالب سلام دول العالم بمساعدة لبنان في موضوع اللاجئين السوريين، موضحا أن "المساعدات لا تهدف إلى إبقاء أو تثبيت اللاجئين ولكن عبور هذه المرحلة". في هذا الوقت، استمرت متابعة الاتصالات من أجل إنقاذ أهالي بلدة الطفيل اللبنانية التي يضطر سكانها إلى عبور الأراضي السورية للدخول والخروج من البلدة التي تعاني من الحصار من قبل الجيش السوري النظامي بعد معارك القلمون الأخيرة ولجوء أكثر من 10 آلاف نازح سوري إليها. وسعت وزارة الداخلية اللبنانية إلى فك الحصار عن البلدة، حيث عقد اجتماع أمني برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق وحضور رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، بصفته قوة أمر واقع في سورية. وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية، لا يزال الغموض سيد الموقف وكل الاحتمالات مفتوحة في جلسة بعد غد، وسط ارتفاع احتمال حدوث فراغ دستوري، وأكد المرشح الرئاسي المدعوم من فريق 14 آذار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وجود فرصة جدية لانتخاب رئيس "صنع في لبنان"، واعتبر أن الفراغ يمكن أن يحدث إذا قرر الفريق الآخر تعطيل العملية الديموقراطية. معلنا دعم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لترشيحه. وفيما يتوقع البعض عدم حضور تكتل التغيير والإصلاح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، علم أن رئيس التكتل النائب ميشال عون المرشح الأساسي للرئاسة لفريق 8 آذار، طلب من حزب الله وقف التداول في ترشيح النائب إميل رحمة الذي ينتمي إلى تكتل عون، وذلك حفاظا على مقام الرئاسة واحتراما له. في سياق أمني، ازدادت حدة التوتر الأمني صباح أمس داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين القريب من مدينة صيدا بعد الاشتباكات التي شهدها خلال الساعات الماضية مما أدت إلى مقتل أحد الناشطين الفلسطينيين في المخيم ويدعى علي الخليل. وانتشر المسلحون داخل أحياء عين الحلوة، حيث سمع صوت أعيرة نارية مما أثار حالة من الخوف والرعب في صفوف المدنيين. وعلى الفور سارعت القيادات الأمنية والسياسية وقيادات الفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع أمس لإعادة الأمن والاستقرار للمخيم. من جانبه، قال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية اللواء صبحي أبوعرب في تصريحات صحفية، إن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى أسباب الاعتداء.