في مسعى لتسريع عملية انتخاب رئيس جديد للحكومة، قبل انقضاء المهلة الدستورية المحددة الأحد المقبل، أجرى السفير الأميركي ببيروت ديفيد هيل جولة من المشاورات شملت الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكد حرص الإدارة الأميركية على إنجاز اللبنانيين لهذا الاستحقاق الرئاسي في موعده المحدد، وعدم الذهاب إلى أي فراغ رئاسي. وقال هيل في تصريحات صحفية "هدفنا هو مساعدة اللبنانيين لحماية العملية الانتخابية، دون أي تأثير على تحديد النتائج مسبقا، ونحن مؤمنون بأن الغالبية العظمى من اللبنانيين يريدون أن يعيش بلدهم في سلام واستقرار، والقيام بالتزاماتهم الدولية". وشدد على أن المجتمع الدولي يريد المساعدة في هذا المجال، مع التحديات الكثيرة التي تواجه لبنان، معتبرا أن النجاح في ذلك "لن يكون ممكنا من دون التزام القيادات اللبنانية بهذه الأهداف وتضافر الجهود فيما بينهم. وأن يأخذ العمل الرئاسي والبرلماني والحكومي مساره لمواجهة هذه التحديات وتفادي دفع ثمن الفراغ". وكان لبنان قد دخل الأسبوع الأخير من المهلة الدستورية التي تنتهي في ال25 من مايو الجاري لانتخاب رئيس جديد للبلاد، من دون ظهور أي تطور جديد يشير إلى جدية لتلافي الفراغ، نتيجة إصرار فريق الثامن من آذار على إضاعة الفرص، وعدم تأمين النصاب القانوني في جلسات الانتخاب، حيث يشترط مجيء رئيس يدعم المقاومة ويحميها، ويجعل قرار البلاد تحت سطوة سلاح ما يسمى بالمقاومة. وكان الرئيس سليمان قد أكد رفضه مساعي البعض لتمديد ولايته الرئاسية، مشيرا إلى أنه سيغادر القصر الرئاسي فور انتهاء فترة تكليفه، ورفض التعليق على ما قيل عن احتمال نجاح المساعي التي يبذلها البطريرك بشارة بطرس الراعي، بعد أن راجت أنباء عن إمكانية حدوث توافق يمكن أن يقلب الموازين في آخر لحظة. وقبل 3 أيام على موعد جلسة الانتخاب الأخيرة المقررة بعد غد والمرشحة للفشل، لا يزال موقف فريق 14 آذار على حاله من دعم مرشحه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والسعي مع الآخرين من أجل منع الفراغ وعدم شغور موقع رئاسة الجمهورية. من جهته، عد رئيس الحكومة تمام سلام قبيل توجهه إلى المملكة العربية السعودية أمس، أن حضور النواب لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية "واجب وطني ودستوري"، وأكد بعد استقباله البطريرك بشارة بطرس الراعي، أن الأخير "يبذل مساعي حثيثة ونأمل تجنب ما لا نريده".