يشهد لبنان استنفارا سياسيا استعدادا لدخول المرحلة الحاسمة الأخيرة من المهلة الدستورية التي تشكلها الأيام العشرة الاخيرة منها ابتداء من 15 مايو، وهو موعد الجلسة الرابعة للمجلس قبل فترة الانعقاد الحكمي للمجلس لانتخاب رئيس خلفا للرئيس الحالي ميشال سليمان. وتسبق جلسة الخميس أيام حاسمة في شأن استحقاق الرئاسة في لبنان، تتوقف على نتائج الاتّصالات الدولية التي بدأت أمس على مستوى رؤساء دول مَعنيّة مباشرة بالشأن اللبناني، وكُشِف النقاب عن مسعى فاتيكاني حصل في الساعات ال48 الماضية لحَضّ المجتمع الدولي على القيام بأيّ مبادرة ممكنة لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية، إذ انّ الفاتيكان يعتبر أنّ شغور منصب رئاسة الجمهورية اللبنانية إذا أُضيف إلى ما يحصل للمسيحيين في سوريا وما حصل لهم في العراق ومصر، إنّما يشكّل شبكة متكاملة لاضعاف الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. وفي السياق، قال مرجع لبناني بارز إنّه لم يطرأ بعد أيّ جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي، وإنّ المعطيات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أنّ جلسة الخميس المقبل قد تلقى مصير سابقاتها، علماً بأنّ نوّاباً وشخصيات في «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» يتحدّثون عن «أجواء إيجابية» حول إمكانية توصّل الطرفين إلى اتّفاق على أن يكون رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مرشّحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية. وفي السياق، استغرب النائب أحمد فتفت طرح التمديد للرئيس ميشال سليمان، «لأنه إذا أمكن جمع 86 نائبا لتعديل الدستور فمن الأفضل جمعهم لانتخاب رئيس الجمهورية»، معربا عن شكه «بأن قوى 8 آذار مستعدة لهذا الخيار؛ لأن هذا سيضغط عليها بعد 25 آيار، لذلك فإن هذا الأمر مستبعد كليا من الناحية السياسية والدستورية، ولا اعتقد ان رئيس الجمهورية بوارد قبول مثل هذا الموضوع». وقال فتفت: «الأيام العشرة قبل 25 مايو ستكون عامل ضغط نفسي وسياسي، وعلى الجميع المبادرة لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة الوطنية، لأنه بعد 25 مايو سيكون الضغط سلبيا». وأضاف فتفت: «التسليم بعدم وجود رئيس أمر خطير جدا، لأننا لا نعرف إلى متى ستمتد الأزمة السياسية التي يمكن ألا تنتهي إلا بضغط سياسي وأمني، بالتالي يجب أن نتحمل المسؤولية للخروج برئيس جمهورية قبل 25 من الحالي، وأنا لدي انطباع أننا سنصل إلى هذه النتيجة». ولفت فتفت إلى ان «المعلومات عن تقارب بين المستقبل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون غير دقيقة، والموضوع كان تفاوضا على أمور في مجلس النواب والحكومة الأمر الذي ساعد كثيرا»، موضحا ان «الكلام الذي سرب من باريس واضح بأن التوافق يجب أن يكون مسيحيا مسيحيا بالدرجة الاولى، وبعد هذا نحن نمضي بهذا التوافق». وختم: «ان يكون هناك توافق فقط بين تيار المستقبل والجنرال عون أمر غير وارد بنظرنا لأسباب كثيرة ومنها أن الجنرال عون لم يكن توافقيا يوما خلال السنوات الأخيرة وتحديدا في الأسابيع الأخيرة، وما فعله نوابه في جلسة المجلس في محاولة نبش القبور لا تبشر بالخير أبدا». وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس أبدى استياءه ممن يقاطعون الجلسات الانتخابية لأنهم يدفعون البلاد إلى الفراغ ومن لا يريد الفراغ لا يقاطع الجلسات، ولا يمكن أن يطلب المرء شيئاً ويفعل نقيضه. روسيا تؤيد الانتخابات وفي السياق، استقبل وزير الاعلام اللبناني رمزي جريج، السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين. وقال الوزير جريج بعد اللقاء: «اشار السفير الى اهمية ان يتم هذا الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وان يقوم نواب الأمة بانتخاب رئيس للجمهورية باعتباره رمز وحدة البلاد ورأس الدولة. وتمنيت على السفير أن يعمل المجتمع الدولي والدول الكبيرة ومنها روسيا على الحث، من دون التدخل بالسياسة اللبنانية طبعا، على اجراء هذا الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وشكرت له زيارته واتفقنا على أن نواصل الاجتماعات لما فيه خير بلدينا». بدوره قال السفير زاسبكين: «بحثنا في الأوضاع الدولية والاقليمية واللبنانية وخصوصا الاستحقاق الرئاسي، فأكدت موقف روسيا المؤيد لاجراء انتخابات رئيس الجمهورية قبل 25 ايار لان رئاسة الجمهورية تعتبر احدى الركائز الاساسية للسلطة في لبنان على السواء مع البرلمان ومجلس الوزراء، وضرورة التنسيق الكامل بين فروع السلطة لتأمين الاستقرار والأمن في لبنان الذي يعتبر الهدف الاساسي لجميع الاطراف المعنية». وختم: «نحن نرى أن الاحزاب السياسية اللبنانية مهتمة وتتمسك بالاستقرار كما الاطراف الخارجية بما فيها روسيا».