في تطور لافت ولتلافي وقوع فراغ رئاسي أعلن مرشح قوى 14 آذار لرئاسة الجمهورية اللبنانية رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، من مقر البطريركية المارونية في بكركي أمس، استعداده للانسحاب من السباق الرئاسي، مشترطا أن يتم التوافق على اسم شخصية ثانية من قوى 14 آذار. وقال: "أنا لست مرشحا تصادميا، ولكن هناك تعطيلا وأكثر من تعطيل لعملية الانتخابات الرئاسية". ونقل جعجع عن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أسفه لتعطيل جلسات الانتخاب ومقاطعتها"، مؤكدا أن الراعي لم يتدخل بأي اسم من الأسماء، وكل همه أن يتحقق الاستحقاق الرئاسي". وأكد جعجع على "حق كل مواطن لبناني في أن يترشح للانتخابات، وقال: "من غير المقبول أن يتعدى فريق 8 آذار على الجميع، وأن يروا أن ترشيحي هو ترشيح تحد، وأنا لا أسعى إلى التصادم مع أحد، وما يحصل تعطيل وأكثر من تعطيل، والقاعدة هي الحضور وليس عدم الحضور". ولفت إلى أنه لم يكن في أي يوم مع مقولة: "أنا أو لا أحد" ولكن على شرط أن يأتي رئيس جدي، مشددا على أن "الطريقة الوحيدة لإنقاذ الاستحقاق هو الالتزام بالإجراءات القانونية التي ينص عليها الدستور". ويأتي التراجع الذي أبداه جعجع، مع تحركات يقوم بها رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، المرشح أيضا لرئاسة الجمهورية، من أجل إنقاذ الانتخابات وموقع الرئاسة من أزمة الفراغ، الذي لم تتخذ 14 آذار مجتمعة قرارا بترشيحه بعد، أو في دعم مرشح آخر هو وزير الاتصالات بطرس حرب، الذي يفضله جعجع على الجميل، وعلى مرشح مقرب من 14 آذار، هو النائب روبير غانم. وكان الجميل قد زار أمس رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، المرشح كذلك إلى نادي الرؤساء في لبنان من فريق 8 آذار، إضافة إلى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي يمارس لعبة التعطيل بأوامر من حزب الله، لتتضح صورة الأوضاع الإقليمية التي على أساسها يقرر توجهاته في معركة الرئاسة اللبنانية على إيقاع ما تريده إيران. ويعدّ فريق 8 آذار ترشيح جعجع تحديا لحزب الله؛ بسبب مواقفه السلبية من المقاومة، وأن هذا الترشيح يعطل الاستحقاق الرئاسي، إلا أن هذا التبرير لا تصرفه قوى 14 آذار، التي رأت أن الانسحاب من الجلسات وعدم الحضور في مجلس النواب لانتخاب رئيس؛ سببه عدم اتفاق هذا الفريق على ترشيح عون، الذي لا يعدّ توافقيا، كما أن التبرير بأن ذلك خيار ديموقراطي غير صحيح؛ لأن من واجب النواب التوجه إلى المجلس لانتخاب رئيس جمهورية، وليس لتعطيل الانتخابات، فالناس انتخبت هؤلاء للقيام بواجبهم، وليس من أجل تعطيل النظام الديموقراطي. وتوضح مصادر حزب الكتائب، أن حركة الجميل ومدى نجاحها مرتبط بتجاوب الفرقاء، وأن جل هدفه هو إجراء الانتخابات الرئاسية قبل 24 أيار حسبما ينص الدستور، وعدم السماح لمخطط السطو على رئاسة الجمهورية عبر التعطيل والفراغ، وصولا إلى ما يسمى مؤتمر تأسيسي جديد لفرض المثالثة بأن يمر".