عشية الجلسة الرابعة التي حددت غداً الخميس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، شكل هذا الاستحقاق بنداً رئيساً أمس في لقاء الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بعبدا مع رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل، الذي أطلعه على أجواء مشاوراته في إطار مبادرته «لإنقاذ الجمهورية». ولفت الجميل إلى أن «الزيارة جاءت بمثابة مسعى للتحضير لربع الساعة الأخير مع الرئيس سليمان والبطريرك بشارة الراعي لإتمام الاستحقاق في موعده»، مؤكداً أن «لا خيار سوى الانتخاب». وقال الجميل ل «صوت لبنان» ان «الشغور يعرّض البلد إلى خضات سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية». وأكد رئيس الحكومة تمام سلام أن «ما تمكنا منه في تأليف الحكومة على خلفية أداء كل القوى السياسية ووقعه، يجب أن يثمر أيضاً على مستوى انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وقال لموقع «الأنباء» الإلكترونية: «أرفض القول إنه سيكون هناك فراغ دستوري، بل هناك شغور، ولكن ربما بمفاعيله السياسية قد يخلق جواً من الفراغ السياسي، ومسؤولية ملء هذا الشغور لا يمكن أي فريق سياسي أن يحتمله خصوصاً في ظل غياب سبب جوهري لعدم حصول الاستحقاق الرئاسي، وفي ظل وجود إمكانية كبيرة لحصوله حتى لو كان محصوراً بشخصيات من الطائفة المارونية التي تضم الكثير من المؤهلين لهذا المنصب»، مشيراً إلى أنه «كأن هناك محاولة في مكان ما لإيجاد أجواء غير مشجعة، ولكن بين اليوم و25 الجاري لدي شعور بأن هناك مساعي لدى القوى السياسية لإنجاز هذا الاستحقاق». ونبه الى ان «الخلل في سدة الرئاسة قد يكون مدخلاً لخلل آخر، ما قد يدخلنا في صراع سياسي بين مختلف القوى السياسية، لا سيما القوى المسيحية- المسيحية على مركز رئاسة الجمهورية، وهذا الصراع ستصاحبه مزايدات ستنعكس سلباً على البلد». وحضر الموضوع الرئاسي أيضاً في لقاء جمع البطريرك الراعي في بكركي مع الوزير السابق جان عبيد، الذي شدد على «ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وضمن المهل المحددة». إلى ذلك، علق عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت على زيارة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، بكركي وما يقال عن نقله رسالة إلى البطريرك في شأن موافقة الحريري على التمديد للرئيس سليمان، فأوضح أن «الموضوع لم يبحث وفق هذا الشكل، بل كان هناك إصرار على إجراء انتخابات وأن يكون لدينا رئيس جديد قبل 25 الجاري، وهذا هو الموقف الحالي للرئيس الحريري وكتلة المستقبل»، مشدداً على ضرورة أن «تحصل الأمور وفق الأصول الدستورية لانتخاب رئيس جديد». وقال فتفت ل «صوت لبنان»: «نحن مستعدون للسير بأي مرشح للرئاسة تسير به كل قوى 14 آذار، وتحديداً القوى المسيحية». وتمنى عضو الكتلة ذاتها النائب عمار حوري، عدم الدخول في الفراغ. وأكد أن «الحوار مع التيار الوطني الحر لا يعني الابتعاد عن ثوابت ثورة الأرز وحلفائنا في 14 آذار». ورأى عضو «القوات» النائب أنطوان زهرا، أن «من المؤسف أن يعلن فريق 8 آذار بشكل واضح وفج، أنه مستمر في مواقفه في شأن الرئاسة». وقال: «إن موضوع بقاء سليمان طرح لا ندري من أين؟ الرئيس سليمان متمسك بكرامته الشخصية وبكرامة الموقع الرئاسي من خلال رفضه التمديد، وما أنجزه ليس سلعة للتداول عند فريق 8 آذار».