فيما تواصلت المعارك العنيفة بين قوات المعارضة والجيش النظامي في سورية، التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، استمرت في ذات الوقت المواجهات بين الجيش الحر والكتائب الإسلامية من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من جهة أخرى. وهو ما عده مراقبون تنسيقاً بين قوات النظام و"داعش" ضد الثوار. ففي درعا، سقط قتلى وجرحى في قصف جوي وأرضي نفذته قوات النظام على مدن نوى وإنخل وجاسم في ريف المحافظة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "إن القوات النظامية أطلقت حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها، لاستعادة السيطرة على تلال سيطر عليها مقاتلون معارضون في الأسابيع الماضية". وأضاف أن عدداً من القتلى سقط في صفوف الطرفين. وكان الثوار قد سيطروا في الأسابيع الماضية على تلال عدة، أبرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى بعد أيام من سيطرتهم على تل الأحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة قرب الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. أما في ريف دمشق، فقد واصل الطيران الحكومي غاراته على بلدة المليحة جنوب شرقي دمشق، والتي تحاول القوات النظامية وحزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ مطلع الشهر الماضي، حيث شن أمس 10 غارات على البلدة، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حي جوبر والمجمع الصناعي بحي القدم بالتزامن مع اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي، إضافة إلى إلقاء براميل متفجرة على بلدات زملكا وداريا ودوما والنشابية والضمير وبساتين بلدة خان الشيح، مع استمرار الاشتباكات شمال داريا. وعلى صعيد الأزمة الإنسانية في حلب، ندد الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بقطع المياه عن البلدة، مطالباً كل الأطراف بضمان عودة إمدادات المياه بشكل دائم. وقال في بيان رسمي: "منع وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين، هو حرمان لهم من أحد حقوق الإنسان الأساسية". وفي تطور آخر بحلب، قال: "سيطر الجيش الحر على قرى خلفتلي، وتل شعير، والأحمدية قرب بلدة الراعي بالريف الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام". في هذه الأثناء، تتواصل المواجهات بين مقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى، حيث يتعرض الثوار إلى هجمات تصفها المعارضة بأنها منسقة بين "داعش" وقوات النظام السوري؛ فقد أعلن التنظيم مناطق تلبيسة والرستن أهدافاً مشروعة لعناصره. ويرى مراقبون في ذلك عونا للنظام السوري.