انسحب مسلحو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من مواقع عدة كانوا يتمركزون فيها بمحافظتي حلب وإدلب وريفهما، تحت وقع هجمات المعارضة التي سيطرت بدورها على هذه المواقع. وأكد ناشطون اتساع الاشتباكات بين الجانبين داخل مدينة الرقة، مشيرين إلى وقوع اشتباكات عنيفة بينهما في مدينة تل أبيض الحدودية، إضافة إلى تركز الاشتباكات حول مبنى الأمن السياسي والمخفر القديم الذي يتخذه التنظيم مقراً له، وأن أبرز الفصائل التي تقاتل المتشددين في تلك المدينة هو مقاتلي الجبهة الإسلامية. وكانت الثوار قد استعادوا السيطرة في حلب على الفوجين 46 و111 اللذين يعتبران أكبر مقرين عسكريين لتنظيم الدولة الإسلامية، كما سيطروا كذلك على بلدتي ترمانيين والتوامة في الريف. وأضاف شهود عيان أن المعارضة استولت على مدينة دارة عزة، وقالوا إن تنظيم الدولة الإسلامية سلم جميع حواجزه ومقاره للمعارضة المسلحة. بدورها، قالت شبكة شام برس إن المناطق التي انسحب منها مقاتلو الدولة الإسلامية تعتبر مهمة لوصول الإمدادات لقوات المعارضة، وأضافت أن انسحاب مقاتلي التنظيم أمس من معقل التنظيم في بلدة الدانة وبلدة أطمة المهمة لخطوط الإمداد دون قتال يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتفادي اشتباكات أوسع تستنزف قوة الجانبين، وهو ما يصب في مصلحة قوات النظام. وتابعت أن مقاتلي جبهة النصرة ومجموعة أحرار الشام سيطروا على مواقع التنظيم في البلدتين. وكان مواطنو مدينة الرقة قد خرجوا في مظاهرات ليلية للمطالبة بخروج مقاتلي التنظيم المتشدد من المدينة. وقال شهود عيان إن المتظاهرين تجمعوا في شارع تل أبيض بالمدينة استجابة لنداء أطلق سابقاً لتنظيم مظاهرات مناوئة لتنظيم "داعش". كما خرجت مظاهرة مماثلة أيضا في مدينة مارع في ريف حلب. وكانت الاشتباكات العنيفة بين الجانبين قد تواصلت أمس في حلب لليوم الرابع على التوالي، مما أسفر عن مقتل العشرات من الجانبين في المدينة، إضافة لمقتل أكثر من 10 مدنيين تصادف وجودهم قريباً من مناطق الاشتباكات. ولم تفلح التعزيزات العسكرية التي استقدمها التنظيم المتطرف من المناطق الشرقية في سورية باتجاه حلب. وكان ناشطون قد قالوا إن التنظيم أرسل تعزيزات يترأسها قيادي يسمى عمر الشيشاني من أجل استعادة مواقع في محافظتي إدلب وحلب. كما لم يفلح التهديد الذي أطلقه مقاتلو "داعش" السبت الماضي بالانسحاب من كافة الجبهات التي يقاتلون فيها قوات النظام الأسد، إذا لم تنسحب الكتائب التي تقاتله خلال 24 ساعة. من جهة أخرى، اعتقلت قوات النظام ومليشيات أبو الفضل العباس العراقية التي تقاتل إلى جانبها مئات الرجال في ريف دمشق. وقال المركز الإعلامي السوري إن تلك القوات اعتقلت الرجال الذين كانوا بصحبة عائلاتهم خلال محاولتهم النزوح من مناطق محاصرة جنوبي دمشق عبر حاجز بلدتي يلدا وحجيرة. وأوضح المركز أن قوات النظام وعناصر من لواء أبو الفضل العباس اعتقلت الرجال بينما عاد النساء والأطفال إلى المناطق المحاصرة. في سياقٍ متصل، واصلت قوات النظام قصفها بالبراميل المتفجرة لأماكن تجمع الثوار في ريف اللاذقية وريف دمشق منذ عدة أيام. يأتي ذلك بينما قالت كتائب المعارضة المسلحة إنها سيطرت على عدد من الأبنية المحيطة بحاجز طعمة، وأضافت المعارضة أنها تمكنت من قتل عدد من عناصر الجيش النظامي في الاشتباكات التي جرت حول الحاجز. وفي دير الزور، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، وتحدث عن "خسائر بشرية في صفوف الطرفين" دون أن يحددها. أما في ريف حمص، فقد قصفت القوات النظامية محيط بلدة الدار ومناطق في بلدة الحصن الواقعتين في ريف حمص، في حين قالت كتائب المعارضة المسلحة السورية إنها استولت على عدة آليات عسكرية وأسلحة في محافظة درعا.