تتخوف الأطراف السياسية في لبنان، من إعادة حزب الله لمسلسل "التصفيات السياسية" إلى الواجهة من جديد، مع احتدام المعركة الرئاسية، التي أجهضتها بعض مسببات الفرقاء اللبنانيين. مصادر في الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، أبلغت "الوطن" خشيتها، من قيام حزب الله باغتيالات جديدة، في هذه المرحلة "تحديداً"، وعدت فرص عودة هذا الملف للواجهة من جديد "قائمة"، مع احتدام المعركة الانتخابية. وفي المعطيات، حللت مصادر "الوطن" عودة هذا الملف لعدة احتمالات، من أهمها صعوبة في قيام حزب الله بتحرك عسكري على الأرض، مثلما فعل في 7 أيار 2008، لأنه متورط حالياً في الحرب في سورية، وخيار الاغتيال لخلق بلبلة في الساحة اللبنانية، بالنسبة للحزب سيناريو أسهل، خصوصاً إذا ما تم استهداف الوسط المسيحي تحديداً، لكون معركة رئاسة الجمهورية اللبنانية يهتم لها المسيحيون في لبنان بشكل كبير، لذلك فقد يكون اغتيال شخصية مسيحية فاعلة أمرا واردا في حساباته". وقالت المصادر إن حزب الله يهدف لخلط الأوراق وإعادة رسم معركة انتخابات رئاسة الجمهورية، بأمل تفعيل دوره وتأثيره، كما فعل قبيل اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وعاد على الإثر ليقرر الاجتماع مع الفرقاء الآخرين لتشكيل حكومة الرئيس تمام سلام". وعلى الصعيد السياسي، توقعت أن يلجأ الحزب مع حلفائه في قوى الثامن من آذار، إلى اعتماد أسلوبه السابق في إرهاب اللبنانيين، وأخذ البلاد نحو الفراغ، عبر تعطيل المجلس النيابي وتعطيل النصاب القانوني لانتخاب الرئيس مجدداً، طالما لم تظهر معطيات جديدة في الملف النووي الإيراني، أو إيجابيات معينة في علاقة إيران بالولايات المتحدة، ومن هنا تعد"طبخة" رئيس تسوية لم تنضج بعد، رغم التداول المستمر باسم النائب السابق جان عبيد، وفيما ينتظر قائد الجيش جان قهوجي التطورات ليبني على الشيء مقتضاه، بالنسبة لترشحه من عدمه. ورغم كثرة الأسماء المتداولة من فريق الرابع عشر من آذار والمقربين منه، ومن بينهم الرئيس أمين الجميل، والوزير بطرس حرب، والنائب روبير غانم الذي يطرح نفسه مرشحاً توافقياً، فبحسب معلومات استقتها "الوطن"، فإن تلك القائمة ستتوسع مع الكتلة الوسطية التي يتزعمها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي يسعى للتوصل معه إلى مرشح أقرب ل14 آذار، بدلاً من فريق الثامن من آذار، الذي يتحكم حزب الله بقرارات فرقائه كافة، رغم محاولة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، اللعب في الوقت الضائع، بالإيحاء ل"تيار المستقبل" بأنه مرشح توافقي، سعياً ل"فكفكة" تحالفات فريق 14 آذار، عبر مناورة يراها مراقبون بأنها "مفضوحة"، في لعبة انتخابات رئاسة الجمهورية. وعلى وقع تلك التطورات، لا تزال حركة المشاورات من قبل القوى السياسية اللبنانية المتعلقة بمرحلة ما بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأولى فاعلة، لا سيما في أوساط ال14 من آذار، حيث لا يزال نجم المرشح الرئاسي الأول من صفوفها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ساطعاً ولم يتقدم أحد عليه حتى الآن. وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإن المعركة الحقيقية ليست في اسم الرئيس المقبل، إنما في تحديد خياراته، وفي الشروط التي ستجعل منه رئيساً، وترى أن فريق 14 آذار يسعى إلى رئيس لا يفرض عليه حزب الله شروطاً ويلزمه بتعهدات تخدم سياساته وأجندته الإقليمية في سورية، وفي علاقته مع إيران، على حساب سيادة لبنان وأمنه.