شهد التقييم العالمي للقيادة الأميركية تحسناً لا بأس به في العام الماضي، حيث ارتفع من 41% في عام 2012 إلى 46% في 2013. هذا التحسن وضع حداً للانحدار في تقييم القيادة الأميركية الذي بدأ منذ 2009. لكن شعوب بعض الدول لديهم انطباع سيئ عن الولاياتالمتحدة. في خمس دول على الأقل، أكثر من ثلثي السكان الذين شاركوا في الاستطلاع عبروا عن نظرة سلبية تجاه القيادة الأميركية، وذلك بحسب المسح الذي أجراه (مشروع القيادة العالمية الأميركية) ونشرته مؤخراً مجلة "تايم" الأميركية. لدى الولاياتالمتحدة علاقات سياسية متوترة مع كثير من الدول التي تبيَّن أنها لا تملك نظرة إيجابية عن القيادة الأميركية، مثل إيرانوباكستان. السبب الآخر الذي يقف وراء النظر السلبية للقيادة الأميركية في عدد من الدول هو العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وزارة الخارجية الأميركية تعتبر إسرائيل منذ تأسيسها في 1948 أقرب شركائها في الشرق الأوسط. لذلك فإن الدول التي لديها صراعات طويلة مع إسرائيل، مثل لبنان وفلسطين، لديها نظرة سلبية عن القيادة الأميركية أيضاً. ومع أن من السهل الاستنتاج أن النظرة السلبية للولايات المتحدة محصورة إلى حد كبير في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن هذا ليس صحيحاً دائماً. من اللافت أن 57% من المشاركين في الاستطلاع في سلوفينيا لديهم نظرة سلبية للقيادة في الولاياتالمتحدة، على الرغم من حقيقة أن هذا البلد حليف رئيس لأميركا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو أيضاً عضو في الاتحاد الأوروبي. لكن ما تشترك به سلوفينيا مع الدول الأخرى التي لديها نظرة سلبية للولايات المتحدة هو أن شعوب هذه الدول بشكل عام لديها اعتراضات كثيرة على حكوماتها. في 2012، أظهرت استطلاعات الرأي أن أقل من ربع السكان في سلوفينيا لديهم ثقة بحكومتهم، وهناك نسبة مماثلة على الأقل لا تثق بالنظام القضائي في سلوفينيا، وهي نسبة أقل بكثير مما هي عليه في دول المنطقة الأخرى. بشكل مماثل، أقل من ثلث السكان في باكستانوالعراق مثلاً قالوا إن لديهم ثقة في حكوماتهم. تقول مجلة تايم إن الاقتصاد الأميركي القوي أيضاً ربما يثير بعض الاستياء لدى بعض الشعوب التي تعاني من مشاكل مادية ولا تمتلك مستوى معيشة مماثل لما هو موجود في الدول الغنية. نتيجة لذلك فإن سكان هذه الدول يلقون اللوم على الدور الأميركي في النظام الاقتصادي العالمي الحالي المسؤول عن معاناتهم. عدم توفر الاحتياجات الأساسية قد يلعب دوراً إضافياً في بؤس مواطني بعض الدول التي لديها نظرة سلبية تجاه الولاياتالمتحدة. حوالي 31% فقط من العراقيين قالوا إنهم راضون عن نوعية مياه الشرب في 2012. في سلوفينيا، قال 24% من السكان إنهم راضون عن توفر السلع والبضائع في الأسواق وعن توفر السكن المناسب بأسعار مناسبة. وبحسب الاستطلاع الذي نشرته مجلة "تايم" فإن أكثر 9 دول تكره أميركا في العالم هي: تونس تبلغ نسبة عدم الاستحسان 54%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 9.447 دولارات؛ البطالة 16.7%؛ متوسط حياة الفرد 75 سنة بلغ العداء تجاه الولاياتالمتحدة ذروته في تونس عام 2012 عندما قام إسلاميون متطرفون بتخريب ونهب السفارة الأميركية في العاصمة تونس. وقد نزل الناس الشوارع للاحتجاج على قيادتهم وعلى البطالة المرتفعة. وجاء الهجوم على السفارة الأميركية بعد حوالي سنة من الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ومع أن الولاياتالمتحدة أعلنت عن تأييدها للديموقراطية في تونس وقدَّمت 400 مليون دولار كمساعدات للبلد منذ 2011، إلا أن أكثر من نصف السكان لديهم نظرة سلبية للقيادة الأميركية. يعاني الاقتصاد في تونس من مشاكل عديدة وغالبية السكان لا يثقون بحكومتهم ويتهمونها بالفساد. إيران نسبة عدم الاستحسان 56%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 12.804 دولاراً؛ البطالة 13.2%؛ متوسط حياة الفرد 73 سنة لدى إيران خلافات قديمة مع الولاياتالمتحدة، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ 1980. إضافة إلى ذلك، لعبت العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوربية دوراً هاماً في مشاكل إيران الاقتصادية، وعلى رأسها التضخم. ارتفعت الأسعار بنسبة 30.5% في 2012 في إيران و42.3% في 2013 بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي. وهذا كان له أثر سلبي على مستوى معيشة الإيرانيين الذين قال 53% منهم في 2012 أن لديهم ما يكفي لتوفير الغذاء والسكن. تأثير الاقتصاد السيئ ربما يلعب دوراً في النظرة السلبية للولايات المتحدة. سلوفينيا نسبة عدم الاستحسان 57%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 27.417 دولاراً؛ البطالة 10.3%؛ متوسط حياة الفرد 80 سنة سلوفينيا بلد شيوعي سابقاً، انفصل عن يوغسلافيا في 1992، وهو يعاني من أزمة مالية طويلة. إصلاح المؤسسات المالية الضعيفة في سلوفينيا كان مكلفاً للغاية. نسبة الدين الحكومي من إجمالي الناتج المحلي ارتفعت من 35% في 2009 إلى حوالي 71.5% في 2013. وفيما يكافح البلد من أجل إصلاح النظام المالي، قادت الاحتجاجات ضد الفساد إلى الإطاحة بحكومة سلوفينيا في العام الماضي. سلوفينيا تتميز بين الدول التي لديها نظرة سلبية للولايات المتحدة بأنها عضو في كل من الناتو والاتحاد الأوروبي. مصر نسبة عدم الاستحسان 57%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 6.553 دولارات؛ البطالة 13%؛ متوسط حياة الفرد 71 سنة البيانات المتوفرة في هذا الاستطلاع تم جمعها قبل الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وقبل تقليص المساعدات الأميركية إلى مصر، لذلك ربما تكون نسبة المصريين الذين لديهم نظرة سلبية للولايات المتحدة حالياً أكثر من 57%. لا تزال الاضطرابات السياسية تقلق البلد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011. العراق نسبة عدم الاستحسان 67%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 7.132 دولارات؛ البطالة غير معروفة؛ متوسط حياة الفرد 69 سنة هناك تاريخ طويل من الصراع بين الولاياتالمتحدةوالعراق. بعد حرب الخليج في 1991 جاءت الحرب على العراق في 2003 التي استمرت حتى انسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر 2011، لكن البلد لا يزال يعاني من اضطرابات أهلية وهجمات إرهابية واسعة. الوجود العسكري الأميركي الطويل في العراق وسنوات الصراع التي أدت إلى مقتل مئات آلاف العراقيين، بما في ذلك الكثير من المدنيين، ساهمت في وجود نظرة سلبية لدى العراقيين تجاه الولاياتالمتحدة. هناك الكثير من العراقيين لا يؤيدون حكومة نوري المالكي الذي تم انتخابه بإشراف الولاياتالمتحدة في 2010. منذ 2012، هناك نسبة كبيرة من العراقيين ليس لديها ثقة بالحكومة والنظام القضائي، وحوالي 30% فقط يعتقدون أن الانتخابات كانت نزيهة. اليمن نسبة عدم الاستحسان 69%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 2.348 دولار؛ البطالة غير معروفة؛ متوسط حياة الفرد 63 سنة أكثر من 100 يمني تم احتجازهم في معتقل جوانتانامو خلال السنوات الماضية، والعلاقات بين الولاياتالمتحدة واليمن متوترة. يعاني اليمن من مشاكل اقتصادية عميقة، ومعدل حصة الفرد في إجمالي الناتج المحلي من بين الأدنى في العالم. بحسب أرقام البنك الدولي، أكثر من نصف السكان كانوا يعيشون تحت خط الفقر في 2012. نسبة عدم الاستحسان 71%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 15.832 دولارا؛ البطالة غير متوفرة؛ متوسط حياة الفرد 80 سنة لدى لبنان تاريخ طويل من الصراع مع إسرائيل. ولقد وضعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب الله" اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية منذ عدة سنوات. ويعاني البلد أيضاً من الدين العام الذي وصلت نسبته 143% من إجمالي الناتج المحلي للعام الماضي، وهي ثالث أعلى نسبة في العالم. ويضاعف الفساد المنتشر في المؤسسات الحكومية من مشاكل البلد الاقتصادية. في 2012، قال 85% من اللبنانيين أن الفساد منتشر بشكل واسع. باكستان نسبة عدم الاستحسان 73%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني 3.144 دولارات؛ البطالة 6.7%؛ متوسط حياة الفرد 66 سنة مع أن نسبة الباكستانيين الذين لديهم نظرة سلبية تجاه الولاياتالمتحدة مرتفعة جداً، 73% في عام 2013، إلا أنها أفضل مما كانت عليه في 2012 حيث كانت حوالي 79%. العلاقات بين البلدين متوترة منذ أحداث 11 سبتمبر2001. بعد هجمات سبتمبر بفترة قليلة، اتخذت الولاياتالمتحدة قاعدة لعملياتها العسكرية ضد القاعدة وطالبان. في 2009، أظهر استطلاع للرأي أن 59% يعتبرون الولاياتالمتحدة خطراً أسوأ من القاعدة. الاقتصاد الباكستاني الضعيف ربما يكون له دور أيضاً في النظرة السلبية للباكستانيين تجاه الولاياتالمتحدة. المناطق الفلسطينية نسبة عدم الاستحسان 80%؛ حصة الفرد في إجمالي الناتج الوطني غير متوفرة؛ البطالة غير متوفرة؛ متوسط حياة الفرد 73 سنة نظرة الفلسطينيين للولايات المتحدة هي الأسوأ على مستوى العالم. أحد أهم التفسيرات لهذا الموقف هو الموقف الأميركي من الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل. منظمة حماس التي تحكم غزة تعتبر منظمة إرهابية في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.