وجهت مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، سامانثا باور، انتقادات لاذعة لاتفاقية الدوحة للسلام، وطالبت أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي صراحة بالبحث عن منبر جديد لحل قضية دارفور، في وقت بدا السودان مصدوماً من التصريح الأميركي، وعدّ التصريح تبنياً لوجهة نظر الحركة الشعبية شمال. وكانت باور قد قالت في مداخلة أمام اجتماع مجلس السلم الأفريقي بأديس أبابا أول من أمس، إن وثيقة الدوحة "عفا عليها الزمن وأصبحت لا يُعتمد عليها". من جانبه، وصف سفير السودان بإثيوبيا عبدالرحمن سر الختم تصريحات المندوبة الأميركية بأنها "سالبة"، وقال إن الجميع فوجئ بتعليق باور ومهاجمتها لاتفاقية الدوحة، ورأى أن هذه هي المرة الأولي التي يعلق فيها مندوب دولة كبيرة تدعي أنها تسعى للسلام في العالم وفي السودان، بصورة سالبة عن اتفاقية سلام، وأشار إلى أن مثل هذا التصريح من شأنه أن يشجع الفصائل المتمردة بألا تأتي إلى التفاوض، لكونه هدفا أساسيا نادى به الاتحاد الأفريقي. إلى ذلك، حذرت القوى السياسية المعارضة بالسودان، الحكومة من خطورة الإصرار على اعتماد الحل العسكري كبديل للحوار السياسي لحل الأزمة في دارفور، مشيرة إلى أن أي تفاوض ثنائي لإنهاء مشكلة الإقليم سيؤدي إلى كارثة يدفع ثمنها مواطن دارفور. كما حذر حزب الأمة القومي من تفكك البلاد حال إصرار حزب المؤتمر الوطني، على إدارتها بمفرده وتعنته في التحول الديموقراطي، وأعلن عن تنظيم اعتصامات في الميادين الكبرى بكافة أنحاء البلاد وسفارات البلاد بالخارج. وقال نائب رئيس الحزب، اللواء فضل الله برمة ناصر إن حزبهم سيقاطع الانتخابات المزمع قيامها في العام المقبل، ما لم يوافق الحزب الحاكم على حكومة قومية انتقالية، ورأى أن قيام الانتخابات في ظل الظروف الحالية ستكون مزورة. وأعرب ناصر عن قلقه الشديد من الانهيار الاقتصادي وتدني سعر الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، إضافة إلى العزلة الدولية، وآخرها إجراءات البنوك العربية بوقف الاعتمادات للبنوك السودانية. من جهة أخرى، شهدت عاصمة دول جنوب السودان مسيرة جماهيرية كبرى، حيث طالب منبر شباب الأحزاب السياسية منظمة الإيقاد والمجتمع الدولي بوضع حلول منطقية للأزمة التي تشهدها البلاد منذ بداية العام الجاري. وشدد رئيس المنبر الشبابي، على رفض أي تدخل خارجي في شؤون البلاد، كما رفض أي حلول تطالب الرئيس سلفا كير بالتنحي، مشيراً إلى أنه رئيس منتخب من قبل الشعب عبر صناديق الاقتراع. وكانت محكمة جنوبية قد بدأت أمس محاكمة قادة جنوبيين بارزين بتهمة الخيانة ومحاولة الإطاحة بالرئيس سلفا كير عقب اندلاع القتال في ديسمبر من العام الماضي. والمتهمون هم الأمين العام السابق للحزب الحاكم باقان أموم، ووزير الأمن القومي السابق دينج أجاك، والسفير السابق في الولاياتالمتحدة إيزيكيل لول جاتكوث، ونائب وزير الدفاع السابق ماجا داجوت. وتليت على المتهمين 11 تهمة، من بينها تهمة الخيانة.