أجرى نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ورئيس اللجنة الفرعية للشؤون الافريقية في الكونجرس الأمريكي الذي يرأس وفد الكونجرس الذي يقوم بزيارة للسودان تنتهي اليوم (السبت) كريستوفر سميث، أجرى محادثات منفصلة مع الرئيس السوداني عمر البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه ووزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ركزت المحادثات على تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان وأزمة إقليم دارفور والقضايا العالقة التي تعطل تطبيق العلاقات بين السودان والولايات المتحدةالأمريكية، وعلم ان المسؤول الأمريكي شدد على ضرورة تسريع تنفيذ اتفاقية السلام ومعالجة أزمة دارفور، ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات وجرائم الحرب التي وقعت في الإقليم، كما طالب الخرطوم بالصدقية في التعامل مع واشنطن، واعتبر تسوية هذه القضايا خطوة ضرورية وربط تطبيع العلاقات بين البلدين بإنجازها. وأعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن قلقه ازاء التحركات التي تجري في الكونجرس الأمريكي لفرض عقوبات على حكومته، واعتبرها مهدداً للسلام، ودعا الكونجرس والإدارة الأمريكية للضغط على متمردي دارفور للالتزام بوقف إطلاق النار، وعدم اعتراض قوافل المساعدات الإنسانية، والالتزام بالتفاوض السلمي، وقال ان الإشارات السالبة الصادرة من الكونجرس تؤدي إلى تعنت المتمردين وتأخير جولات التفاوض لتحقيق السلام في دارفور، مؤكداً جدية الحكومة لمعالجة قضية دارفور، وطرحها لرؤية متقدمة ومتكاملة لذلك والتزامها بالحل السياسي، واستعدادها للتفاوض متى ما تحدد ذلك، والتزامها بوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات للمحتاجين، والتعاون مع قوات الاتحاد الافريقي لبسط الأمن في دارفور. من جهته عبر الفريق سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية عن تطلع السودان لدور إيجابي للولايات المتحدةالأمريكية خلال الفترة القادمة، وأكد الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل وبنودها، والسير على نهج الراحل الدكتور جون قرنق.. وأشار للاتصالات الجاريه لتشكيل الحكومة السودانية القومية والجهود المبذولة لمعالجة قضية إقليم دارفور والقضايا الأخرى. واعتبر الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل زيارة المسؤول الأمريكي خطوة مهمة، وقال ان الكونجرس ظل يتخذ مواقف عدائية تجاه السودان، ويقف عقبة في وجه تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن، موضحاً ان سميث طرح مشروعات قوانين عدة لمعاقبة الحكومة آخرها (قانون محاسبة دارفور)، الذي يعرض أمام الكونجرس حالياً ويدعو إلى فرض عقوبات على الحكومة بسبب أزمة دارفور.. وأوضح انه نقل وجهة نظر الحكومة في كافة القضايا المطروحة على الساحة الأمريكية، إضافة إلى توضيح صورة ما يجري في السودان، واعتبر اسماعيل الزيارة مفيدة لأنها تجعل الحوار هو الآلية للتعامل بدلاً من أسلوب الحصار والمقاطعة وتحرير القوانين التي لا تفيد السلام والاستقرار والأمن بالسودان. وجدد اسماعيل حرص الحكومة السودانية على علاقات سوية بين السودان والولايات المتحدة، ولكننا نريد لهذه العلاقات أن تكون على أسس واضحة لمصلحة البلدين والشعبين، ولمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن البلاد ستستقبل مزيداً من الوفود الأمريكية في إطار التعرف على تطورات الأوضاع في السودان، مشيراً إلى أن وفد الكونجرس سيزور دارفور بالجمعة (أمس)، وربما الجنوب وسيعود مرة أخرى للخرطوم، مضيفاً انه سيلتقي بالوفد مرة أخرى. ورداً على أسئلة الصحافيين ذكر وزير الخارجية ان وفد الكونجرس ليست لديه ملفات أمنية بقدر اهتمامه بتطورات الأوضاع بالنسبة لخطوات تنفيذ اتفاقية السلام، ومعرفة رؤية الحكومة لمعالجة الأوضاع في دارفور. وقال وزير الخارجية ان روجر ونتر ممثل نائب وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك سيزور البلاد خلال الأيام المقبلة لبحث الخطوات العملية لدفع العلاقات بين البلدين، وان الترتيبات جارية لهذه الزيارة، موضحاً ان ونتر سيزور السودان مندوباً لزوليك والذي يعتبر مسؤولاً عن ملف افريقيا. من ناحية أخرى ينعقد في الخرطوم غداً الأحد المؤتمر الخامس للسودانيين العاملين في الخارج ويستمر لمدة يومين وينظمه جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج تحت شعار (المغترب.. تعزيزاً لبناء سودان السلام والوحدة)، ويخاطب المؤتمر في جلسته الافتتاحية الرئيس السوداني عمر البشير. وقال الأمين العام للجهاز تاج الدين المهدي في مؤتمر صحافي ان المغتربين يشاركون في هذا المؤتمر عبر ممثليهم (150 من دول المهاجر المختلف و50 عضواً من المغتربين بالداخل)، مشيراً إلى نسب المشاركة تحدد حسب معايير ضابطة تراعي الأوزان من حيث الكثافة. وقال المهدي ان المؤتمر سيناقش عدة أوراق في خمسة محاور وهي: (الهجرة وهجرة العقول والهجرة وقضايا السودانيين العاملين بالخارج، والهجرة وقضايا الوطن والهجرة والعولمة)، وستضمن هذه المحاور كافة قضايا الاغتراب وأوضاع السودانيين بالخارج، مؤكداً ان جهات عديدة تعمل على التنسيق والمتابعة لإخراج المؤتمر وإعداده حتى تخرج التوصيات ملبية لأهداف وموجهات السياسات العامة المتعلقة بالعاملين بالخارج، وأوضح انه قد تمت مخاطبة السفارات السودانية بالخارج، ودعوة المنظمات والروابط والجمعيات والجاليات للمشاركة والمساهمة في المؤتمر الذي يمثل فرصة للتحاور والتعايش الجاد، والالتقاء بين ممثلي الجاليات، والتعرف على أوضاع البلاد، والمساهمة في صيانة السياسات العامة للدولة تجاه المغترب وتلمس سبل حل قضاياه الرئيسية.