كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن توجيهات رئاسية بمنع تقدم الحوثيين إلى مناطق حدودية متاخمة للعاصمة صنعاء، عقب وصول مجاميع مكثفة منهم إلى منطقة "همدان" التي تبعد 160 كلم عن صنعاء. وأكدت المصادر ل"الوطن"، أن الرئيس عبدربه منصور هادي وجه وزارة الدفاع باستخدام القوة لمنع سيطرة الحوثيين على مناطق جديدة، سواء في عمران المتاخمة للعاصمة أو الجوف الواقعة شمال شرق البلاد. وتزامنت التوجيهات الرئاسية مع تشكيل لجنة رئاسية رفيعة المستوى للاضطلاع بمهمة التفاوض مع زعيم جماعة الحوثي لإقناعه بتسليم أسلحة جماعته إلى الدولة بشكل طوعي، تجنبا للدخول في موجهات مسلحة مع الجيش. وضمت اللجنة رئيس وأعضاء اللجنة الأمنية العليا ووزراء الخارجية والتربية والتعليم والأوقاف وأمين العاصمة، إضافة إلى النائب الثاني للمؤتمر الشعبي العام عبدالكريم الإرياني، والأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني أبوبكر باذيب وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني. وذكرت مصادر سياسية أن دور اللجنة يتمثل في إجراء حوار مع قادة الحوثيين لإقناعهم بالاشتراك في العملية السياسية عبر تشكيل حزب سياسي طبقاً للقانون ووضع السلاح، لكن الحوثيين أعلنوا رفضهم تسليم السلاح تحت أي مبرر. ورأت المصادر أن خيار الحسم العسكري لا يزال مطروحا كإحدى التسويات المحتملة لمشكلة صعدة في حال رفض الحوثيون تسليم أسلحتهم والتحول إلى حزب سياسي وتشبثوا بالاستمرار في التوسع المسلح في المناطق القبلية المجاورة لصعدة. من جهة أخرى، تسود أجواء من التوتر الشديد العديد من المناطق القبلية بالجوف الحدودية عقب تصعيد الحوثيين لأنشطتهم المسلحة وفشلهم في الاستحواذ على مقر المجمع الحكومي بمديرية "الحزم". وتوقعت مصادر قبلية في الجوف في تصريحات ل"الوطن"، أن تشهد الساعات القادمة تجددا للمواجهات بين الجيش والحوثيين جراء إصرار الحوثيين على معاودة اقتحام مقر المجمع الحكومي.