وقع عدد من المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني على وثيقة حل القضية الجنوبية بعد اعتراضات تم تدوينها في ملحق خاص بالوثيقة، من بينها عدم إبراز الصراع على أساس شمالي- جنوبي، حيث وقع أمس كل من الحزب الاشتراكي اليمني، التنظيم الوحدوي الناصري والحوثيين ومكون الشباب والحراك الجنوبي، فيما واصل حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح رفضه التوقيع على الوثيقة. ودعا المجلس السياسي لجماعة الحوثي لتشكيل لجنة توافقية لدراسة خيارات الأقاليم، وقال المجلس إن موضوع الأقاليم وتحديدها يجب أن يكون قرارا توافقيا يخضع لمعايير وأسس علمية وموضوعية تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على مستقبل اليمن واستقراره ووحدته، بما يضمن الشراكة الحقيقية لكل أبناء اليمن في حكم مستقبلهم وخيرات بلدهم. إلى ذلك، طالبت جماعة الحوثيين بوقف المعارك كافة التي تخوضها ضد جماعة السلفيين في مختلف مناطق شمال اليمن كشرط لوقف القتال، ورحبت بتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي التي أصدرها لأعلى لجنة أمنية في البلاد لوضع حد للنزاع الدائر بين الطرفين المتحاربين التي استعرت في الآونة الأخيرة وحصدت الكثير من الضحايا. وكان الرئيس هادي دعا الثلاثاء الماضي إلى وضع حد للحرب بين السلفيين والحوثيين بموجب الاتفاق الموقع بين الجانبين، الذي تم برعاية لجنة رئاسية، وقال هادي خلال ترؤسه للجنة الأمنية العليا إنه "لا بد من وضع حد لتداعيات المواجهات بين السلفيين والحوثيين بناء على نصوص الاتفاقية الموقعة بين الطرفين". وفوضت اللجنة الأمنية أمين العاصمة صنعاء عبدالقادر هلال لإدارة مفاوضات بين الحوثيين والسلفيين لوقف القتال عبر اتفاقية مكتوبة سيتم التوقيع عليها برعاية الرئيس هادي اليوم أو غداً. ويواجه الحوثيون السلفيين المدعومين قبليا في منطقة دماج بمحافظة صعدة بصورة رئيسة، وتوسعت المواجهات في جبهات أخرى في أكثر من منطقة، بخاصة عمران والجوف، ودمر الحوثيون مسجد دار الحديث في منطقة كتاف بصعدة قبل أيام. من جانبه، أكد رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في دماج يحيى منصور أبوأصبع أن الوضع هادئ حالياً وغير متفجر في المناطق التي شهدت الصراع بين الطرفين في كل من محافظات صعدة، عمران وحجة، وأوضح أن وقف إطلاق النار بشكل نهائي يتعلق بالتوقيع على وثيقة وقف الحرب وتوفر إرادة سياسية عند جميع الأطراف. وألمح أبوأصبع إلى أن اللجنة الرئاسية لن تعود إلى صعدة إلا إذا توقف إطلاق النار بشكل كامل وفي كافة المناطق، بحيث يكون نزول اللجنة من أجل تطبيق الآلية الرئاسية لأن جميع الأطراف مقتنعة بها وموقعة عليها وشاركت في صياغتها. ميدانيا، اغتيل أول من أمس العقيد بجهاز الأمن السياسي مروان المقبلي عقب خروجه من منزله بمدينة القلوعة بمدينة عدن، وأكد مصدر أمني أن مسلحين يستقلون سيارة بدون أرقام أطلقوا وابلا من الرصاص على المقبلي، ما أدى إلى مقتله على الفور. من جهته، تبنى تنظيم القاعدة الهجوم الذي استهدف قبل يومين مبنى إدارة أمن مدينة عدن، وقال إن ذلك يأتي رداً على الغارات الأميركية بواسطة طائرات بلا طيار التي تستهدف أعضاء التنظيم.