ترك هجوم "حزب الله" على رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، استنكارا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية، وتواصلت أمس، ردود الفعل على موقف حزب الله من الرئيس ميشال سليمان، ويرون أن الحزب يواصل مسلسله "التخويني" للبنانيين لتنفيذ أجندته المرتبطة بإيران ونظام بشار الأسد، ومطالبين بعدم تمرير تطاول حزب الله عليه دون مساءلة. وكان الحزب قد عد في بيان أصدره أول من أمس، أن "قصر بعبدا بات يحتاج إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميّز بين الذهب والخشب"، فكان أن رد الرئيس سليمان مغردا عبر حسابه على "تويتر"، بالقول: "قصر بعبدا بحاجة إلى الاعتراف بالمقررات التي تمّ الإجماع عليها في أرجائه "إعلان بعبدا". وفسرت مصادر وزارية لبنانية موقف رئيس الجمهورية في رغبة منه "لإخراج إعلان بعبدا من المساومة وتسهيل الاتفاق على البيان الوزاري الذي يعرقله فريق 8 آذار لرغبته في عدم إيراد بيان بعبدا فيه والإصرار على ذكر المقاومة التي أسقطها رئيس الجمهورية من الثلاثية التي طرحها وهي الجيش والشعب والقيم المشتركة، عادا أن إعلان بعبدا يسمو على البيان الوزاري وهو في صلب الميثاق والدستور". وقالت هذه المصادر إن "موقف "حزب الله" هو إعلان موقف من انتخابات الرئاسة في حال تم طرح التمديد له وفي حال فشل التوافق كما يبدو حتى الآن على بيان وزاري فتصبح الحكومة الحالية؛ أي حكومة الرئيس تمام سلام، حكومة تصريف أعمال، إذ أطاح الحزب بالتوافق اللبناني نتيجة تصعيده الأخير وتخوين الرئيس سليمان، كما حصل سابقا مع الرئيس رفيق الحريري الذي وصلت الأمور إلى حد اغتياله نتيجة مواقفه الاستقلالية ورغبته في بناء دولة لا تأخذ قراراتها من مخابرات النظام البعثي في سورية، وهو الموقف الذي يتخذه سليمان برفضه أي تبعية للسياسة اللبنانية للنظام السوري أو الإيراني ورغبته في أخذ الأمور مجراها في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، لا سيما انتخاب رئيس جمهورية جديد. واستغربت مصادر سياسية موقف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي نأى بنفسه عن هجوم "حزب الله" على الرئيس سليمان، وتركيزه خلال عظة الأحد على مخارج للوصول إلى بيان وزاري بلا إشكاليات، داعية وزراء 14 آذار إلى "تأمين الإحاطة السياسية للرئيس وعدم تمرير تطاول حزب الله عليه دون مساءلة، وإلا تحولوا إلى غطاء له". من جهته، أسف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للتصريحات الانفعالية التي أطلقها حزب الله، ورأى أن "هذه التصريحات ليست مسيئة إلى شخص الرئيس وإلى مقام الرئاسة فحسب، بل كذلك إلى مناخات التهدئة". وفسر عضو كتلة المستقبل النائب زياد القادري الهجوم على سليمان بأنه حقد على لبنان وبث السموم في محاولة لتشويه صورة الرئاسة الأولى، وقال "هذا الهجوم سيقوي الرئيس المتمسك بالدولة".