خرجت رئاسة الجمهورية في لبنان عن صمتها أمس (الخميس) مؤكدة على إعلان بعبدا بوجه الانتقادات التي وجهت إليه من أفرقاء موالية لحزب الله والنظام السوري. رئاسة الجمهورية وفي بيان لها أمس (الخميس) أوضحت أن إعلان بعبدا لم يتضمن أي نص يتعلق بالمقاومة وبسلاحها ولم يتطرق إلى مسألة الاستفادة من قدرات المقاومة ووضعها بتصرف الدولة اللبنانية، مشيرة إلى أن هذه المفاهيم وسواها قد أتت في إطار التصور الاستراتيجي للدفاع عن لبنان الذي قدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام هيئة الحوار المنعقدة في القصر الجمهوري يوم الخميس 20 أيلول 2012، لافتة إلى أن هذا التصور قرئ يومها فاعتبرته هيئة الحوار منطلقا للمناقشة سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية وأفسحت في المجال لدراسته ومناقشته في جلسات لاحقة لم تعقد لغاية تاريخه. وأضاف البيان: «تضمن كل من البيانين الصادرين عن جلستي قصر بيت الدين في 16 آب 2012 وقصر بعبدا في 20 أيلول 2012 إشارة الرئيس إلى ما صدر عن مجلس الأمن الدولي ومجلس الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الشقيقة والصديقة من إشادة بإعلان بعبدا وإشارته أيضا إلى اعتماد الإعلان كوثيقة رسمية من وثائق الأممالمتحدة، وذكر الرئيس في متن البيانين بضرورة الالتزام بجميع مندرجات إعلان بعبدا ولاسيما البندين 12 و13 منه حفاظا على استقرار لبنان وسلامة أراضيه». وخلصت رئاسة الجمهورية في بيانها إلى أن إعلان بعبدا يشكل وثيقة هامة ترتبط ارتباطا وثيقا بأعمال هيئة الحوار الوطني، وإطارا سياسيا جامعا يمكن أن تتوحد خلفه كل الجهود الصادقة العاملة في سبيل رفعة وسيادة هذا الوطن ووحدته وهو إذ يمهد الطريق لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية الشاملة فإنه يرسم أيضا المسار السليم للاستفادة من كافة القدرات الوطنية المتاحة للدفاع عن لبنان. بالمقابل، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن تيار «المستقبل» مستعد للحوار عندما يدعو رئيس الجمهورية لذلك، وهذا ما أكده الرئيس سعد الحريري، بالتوازي مع حرص قوى «14 آذار» على أن يكون البيان الوزاري للحكومة العتيدة مرتكزاً على أساس إعلان بعبدا الذي يشدد على النأي بالنفس والحياد والانسحاب من سورية. فيما أشار عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب ياسين جابر إلى أنه «لا يجوز أن تستمر القطيعة بين اللبنانيين، ومبادرة الرئيس نبيه بري نوع من الصرخة، خاصة أننا في لبنان مهددون على كافة المستويات. وأضاف جابر أن «المبادرة ليست لتعبئة الوقت، والمطلوب من كافة الأفرقاء في لبنان استشعار خطورة الوضع، خاصة أن هناك استحقاقا رئاسيا بعد عدة أشهر، وهل نريد الوصول إلى حالة الفراغ الكامل في البلاد، وهناك وضع خطير يجب أن يتعاون الفرقاء للخروج منه».