تسلم رئيس البرلمان الأوكراني أوليكسندر تيرتشينوف حليف زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو سلطات رئيس البلاد موقتا أمس بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، فيما صوت البرلمان أمس لصالح عزل وزير الخارجية ليونيد كوجرا وهو حليف للرئيس يانوكوفيتش. وترك يانوكوفيتش العاصمة كييف أول من أمس في طريقه إلى مسقط رأسه بشرق البلاد وندد بما حدث ووصفه بأنه انقلاب. وصوت البرلمان أمس لصالح تسلم تيرتشينوف الذي تولى منصب رئيس البرلمان بالانتخاب مهام الرئيس. ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية يوم 25 مايو المقبل. وينحدر تيرتشينوف (49 عاما) من مدينة دنيبروبتروفسك مسقط رأس تيموشينكو أيضا وهو نائب زعيم الحزب الذي تقوده. وتولى تيرتشينوف رئاسة جهاز أمن الدولة في أوكرانيا بعد الثورة البرتقالية عامي 2004 و2005 التي شاركت في قيادتها تيموشينكو. وأطلق سراح تيموشينكو أول من أمس، وسط أحداث دراماتيكية أعادت تشكيل النظام السياسي في الجمهورية السوفيتية السابقة. وكانت تيموشينكو البالغة من العمر 53 عاما صدر عليها حكم عام 2011 بالسجن لمدة سبع سنوات بسبب صفقة غاز وقعتها مع روسيا أثناء توليها رئاسة الوزراء، وبعد إطلاق سراحها أصبح من الممكن أن تترشح للرئاسة. وأعلن حزب "الوطن" المعارض الذي تتزعمه تيموشنكو أن الأخيرة ستلتقي "قريبا جدا" المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، لافتا إلى حصول اتصال هاتفي بين تيموشنكو وميركل. وقال الحزب "لقد اتفقتا على اللقاء قريبا جدا". إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس أنه "لن يكون في مصلحة روسيا" التدخل عسكريا في أوكرانيا، مضيفا أنه "يتشاور على الدوام" مع الروس. وردا على سؤال لشبكة (بي بي سي) عن احتمال إرسال الروس لدبابات إلى أوكرانيا، قال هيج "لا نعلم بالتأكيد ما سيكون الرد المقبل للروس، لن يكون في مصلحة روسيا القيام بأمر مماثل". وأضاف "سأتحدث اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. نحن في تشاور مستمر مع روسيا، ومن الأهمية بمكان أن نبقي" هذا الحوار "وخصوصا في حال تقديم مساعدة اقتصادية". واعتبر هيج أن "الاقتصاد الأوكراني هو في وضع بالغ الصعوبة وهم في حاجة ماسة إلى برنامج اقتصادي، بهدف تجنب وضع اقتصادي أكثر خطورة". وقال أيضا "سيكون مهما ألا تقوم روسيا بأي خطوة للإضرار بهذا البرنامج الاقتصادي". وقال هيج "هناك الآن نافذة فرص بالنسبة إلى أوكرانيا" ولكن "لا يزال هناك أخطار كثيرة". ورأى أن "الوضع السياسي، حتى داخل المعارضة، معقد جدا ومن الواضح أن البلد منقسم". وشدد على أهمية الإسراع في تشكيل "حكومة وحدة" و"التفاهم في شان الدستور"، معتبرا ان "من مصلحة الشعب الأوكراني أن يكون قادرا على القيام بتبادل تجاري أكثر حرية مع الاتحاد الأوروبي، ومن مصلحة الشعب الروسي أن يتم هذا الأمر".