أفرج البرلمان الاوكراني امس عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة اساءة استخدام السلطة، وقرر تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو في ما يعتبر بمثابة اقالة امر واقع للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ولوحت تيموشنكو بيدها لانصارها عند خروجها بسيارة من المستشفى حيث كانت ترقد تحت الحراسة اثناء علاجها من اصابة بالغة في الظهر. وقال حليفها السياسي ارسيني ياتسينيوك لوكالة انتر فاكس للانباء انها تتوجه مباشرة الى ساحة الاستقلال وسط كييف التي يحتلها المتظاهرون المناهضون للحكومة منذ نوفمبر. وقالت تيموشنكو على الموقع الالكتروني لحزبها "سقطت الديكتاتورية". وكان البرلمان صوت في وقت سابق السبت على "الافراج الفوري" عن رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة. وتطرق النواب الى ما اعتبروه فراغا في السلطة. وجاء في القرار الذي تبناه النواب والذي حدد يوم 25 مايو موعدا للانتخابات الرئاسية المبكرة ان "الرئيس يانوكوفيتش ابتعد عن السلطة ولم يعد يمارس مهامه". لكن يانوكوفيتش الذي تنتهي ولايته في مارس 2015، اكد من خاركيف (شرق) انه لا ينوي أبداً الاستقالة وذلك في كلمة بثها التلفزيون. وقال يانوكوفيتش "لن اغادر البلاد الى أي مكان. ولا اعتزم الاستقالة. فأنا الرئيس المنتخب شرعيا". وأضاف أن "البلاد تشهد انقلابا" واصفاً البرلمان بأنه "غير شرعي". من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية في بيان امس أن الجيش "لن يتورط في أي شكل" في النزاع الذي يشهده هذا البلد بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ومعارضيه. وأورد البيان أن "القوات المسلحة لن تتورط في أي شكل من الاشكال في النزاع السياسي.. الجنود سيظلون أوفياء للشعب الاوكراني". ونددت روسيا أمس بالمعارضة الاوكرانية وحذرت من تهديد لسيادة البلد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "المعارضة لم تف بأي من التزاماتها فحسب، بل تطرح مطالب جديدة عبر خضوعها للمتطرفين المسلحين واللصوص الذين تشكل اعمالهم تهديدا مباشرا للسيادة وللنظام الدستوري في اوكرانيا". كما شككت مجموعة من المسؤولين السياسيين من مناطق مؤيدة لروسيا في شرق اوكرانيا وجنوبها الجمعة ب"شرعية" البرلمان الاوكراني، معتبرة أنه يعمل حالياً "تحت تهديد الاسلحة". وجاء في بيان نشر خلال مؤتمر في مدينة خاركيف الصناعية في شرق اوكرانيا ووقع عليه مسؤولون محليون وبرلمانات محلية من عدد من المناطق التي ينتمي سكانها للقومية الروسية، ان "احداث الايام الاخيرة في العاصمة الاوكرانية أدت الى شلل السلطة المركزية وزعزعة الوضع الحكومي". ميدانيا، اضحت العديد من المباني الحكومية الرئيسية بدون حماية من الشرطة وبدأ متظاهرون يتسلحون بالهروات ويرتدون الملابس العسكرية يتجولون بحرية في حرم مقر الرئيس الذي كان محصنا في السابق. وقال ميكولا فيليتشكوفيتش مساعد المسؤول عن مجموعة الدفاع الذاتي في ساحة الميدان ان المجموعة تتولى بنفسها حماية المقر الرئاسي في غياب أي شرطي أو جندي. وبدا أمس ان الشرطة الاوكرانية تراجعت عن دفاعها القوي عن الحكومة المؤيدة لروسيا اذ اصدرت بيانا اعربت فيه عن تأييدها "للشعب" و"للتغيير السريع". وجاء في بيان لوزارة الداخلية ان "الشرطة هي في خدمة الشعب وتشاطرهم تطلعاتهم للتغير السريع". وتسارعت الانشقاقات صباح أمس في معسكر يانوكوفيتش. فقد انشق اكثر من 40 نائبا عن حزب المناطق الحاكم - الذي كان يسيطر على 208 من مقاعد البرلمان البالغة 450 مقعدا - منذ اندلاع اعمال عنف دموية الثلاثاء. واعلن فولوديمير ريباك رئيس البرلمان القريب من يانوكوفيتش استقالته فيما انسحب اربعون نائبا من حزب المناطق الحاكم. وانتخب الكسندر تورتشينوف، مساعد المعارضة تيموشنكو، أمس رئيسا للبرلمان الاوكراني خلفا لفولوديمير ريباك. وقال تورتشينوف بعدما انتخبه 288 نائبا من اصل 450 ان "السلطة في اوكرانيا تستأنف عملها لضمان استقرار الوضع". واضاف ان هدف المعارضة هو عودة "المؤسسات الى عملها الطبيعي"، لافتا الى ان "البرلمان كلفني تنسيق نشاط الحكومة وضمان استقرار الوضع". وتابع تورتشينوف ان "العديد من المسؤولين تواروا بدافع الخوف والواقع انهم فروا". كما اختار البرلمان الاوكراني في جلسة السبت مقربا من تيموشنكو وزيرا للداخلية بالوكالة. وتمت تسمية ارسين افاكوف بغالبية 275 صوتا من اصل 324 نائبا ادلوا بأصواتهم. وتصاعدت المشاعر المعادية لروسيا في الاسابيع الاخيرة في انحاء من اوكرانيا كانت حتى وقت قريب موالية بشدة للكرملين ومتخوفة من القيم الثقافية لدول الاتحاد الاوروبي. وذكرت وسائل الاعلام الاوكرانية ان المتظاهرين قاموا منذ الجمعة بتحطيم تماثيل لينين، مؤسس الاتحاد السوفياتي الذي مثل على مدى عقود القوة السياسية لموسكو، في العديد من اماكن مدينتي دنيبروبتروفسك وبوتافا اللتين كانتا مواليتين لروسيا. وسرت شائعات ان يانوكوفيتش غادر اوكرانيا، الا ان مستشارة الرئيس هانا هيرمان اكدت لفرانس برس انه موجود حاليا في مدينة خاركيف بشرق اوكرانيا، واضافت هيرمان ان "الرئيس يواصل اداء مهماته الدستورية". آلاف الأوكرانيين يهتفون امام البرلمان عقب إقراره إجراء انتخابات مبكرة (أ.ف.ب)