الدنيا ثلاثة أيام: الأمس: عشناه ولن يعود، اليوم: نعيشه ولن يدوم، والغد: لا ندري أين سنكون.. الكثير اليوم نسمعه يقول إنه يفتح التلفاز فيشاهد ما يؤلمه، ويسمع ما يتعبه وما يجعل الهزيمة تدخل في نفسه، أنا هنا لعلي مختلفة قليلاً أو كثيراً في نظره، حيث أرى عكس ذلك، بالأمس عندما كنا نفتح التلفاز السعودي لا نسمع إلا أخبار الأمطار، والحمد الله ارتفع المخزون والاحتياط والميزانية. أختلف تماما عن الأشخاص الذين يضعون الأوضاع والظروف التي حولهم أو في العالم أو ما يسعى له المغرضون من خارج البلاد والوطن لكي يزعزعوا أمن البلاد الآمنة والمسالمة، هنا أقف شامخة معتزة ببلادي وبديني وبعقيدتي التي مثالها الأول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم. لماذا الظروف تصنعكم ولا تصنعوا أنتم الظروف التي تناسبكم لتصلوا إلى غايتكم بالطريقة التي تسعد النفس، بينما الإرادة هي مربط الفرس والعزيمة هي محور النجاح وهو الهدف الذي لا بد أن ترتقي إليه النفوس البشرية؟ التفاؤل وصنع الظروف الناجحة بيدينا وليسا بيد الآخرين؛ فلا تجعل الآخرين يفرحون ويصفقون فقط إذا وقفت، وإذا سقطت يفترقون مثلما يسمع سقوط الشجر في الغابات ولكن لا يسمع نموها وتزايدها، فالتوفيق والنجاح ليسا موكلين بالظروف والأحداث من حولنا، إنما أحيانا حينما تسوء الظروف تجدها دافعا للتقدم والتميز، والأمثلة كثيرة: بعد الزلازل تأتي إعادة الإنشاء للأفضل، بعد السيل يأتي جمال وبهجة في الأرض، فكلها تبدأ كبيرة وتنتهي سعيدة. يقول برنارد شو: "إن الظروف نحن من نصنعها"، فهذا دليل على أننا ناجحون ولم تكن الظروف يوما سببا لتعيق النجاح، فعلينا أن نبحث مع شروق كل صبح عن ظروف مواتية، وإن لم نجدها فلا بد أن نصنعها، فالدنيا فانية ولا يبقى إلا ذكرنا بالخير، إن صنعنا الظروف. أخيرا، لكل من يقول الدنيا ظروفها صعبة، أقول له بصوت هادئ: أنت لم تبحث ولم تصنع الظروف التي تساعدك على النجاح، أنت استسلمت بكل جوارحك للظروف، فعلينا أن نكون ذوي إرادة وعزيمة وثقة بأهدافنا كي نصبح أشخاصا متميزين.