بالرغم من ظهور تأثيرات موجة انخفاض أسعار عملات الأسواق الناشئة مع نهاية الأسبوع الماضي على الأسواق العالمية، والسوق السعودية التي شهدت سوقها المالية منذ يومين موجات هبوط حتى أغلقت دون مستوى 8700 نقطة أمس، إلا أن خبيرا اقتصاديا قلل من تأثيرات هذه التداعيات على الاقتصاد السعودي، مستبعداً أي تأثير على صادرات المملكة لتلك الأسواق. ومع نهاية الأسبوع الماضي أثارت موجة انخفاض أسعار عملات الأسواق الناشئة مخاوف حول أداء أسواق تلك الدول على المشهد الاقتصادي العالمي، مما دفع بنوكها المركزية إلى طمأنة الأسواق بشكل عام خلال فعاليات منتدى دافوس، إلا أن تأثيرات هذه الموجات بدت واضحة على الأسواق العالمية والسوق السعودية التي أنهى مؤشرها جلسة أمس دون مستوى ال8700 نقطة، على تراجع بنسبة 0.9%، مغلقا عند 8655 نقطة بتداولات بلغت قيمتها نحو 6.6 مليارات ريال. المحلل المالي محمد الشميمري قال ل"الوطن"، إن ارتباط عملة المملكة بالدولار الذي شهد ارتفاعاً الأسبوع الماضي يعتبراً ملاذاً في وقت المخاطر المالية العالمية، معتبراً أن الدول التي هبطت أسعار عملاتها ليست بالحجم الذي سيؤثر على صادرات المملكة، في حين قال إن الصين التي تعتبر من أكبر المستوردين للمنتجات البتروكيماوية، لم يشكل ما لحق بعملتها تأثيراً واضحاً في الدولار. وشهدت أسعار عملات الدول الناشئة مع نهاية الأسبوع الماضي انخفاضاً حاداً، ما أدى إلى تفاعل سلبي من قبل الأسواق المالية العالمية، وهو ما قال عنه الشميمري: "بعد بيانات اقتصادية من الصين أثرت على افتتاح الأسواق منذ الأسبوع الماضي في الأسواق الأميركية والأوربية وشرق آسيا، جعلت المخاطرة في الأسواق أقل مما هي عليها في تداولات الأسهم وتوجه السيولة في المقابل إلى الأقل مخاطرة كالسندات". وأشار الشميمري إلى وجود تخوف من موجة تصحيح للاقتصادين الصيني والياباني، حيث سيكون هناك تصحيح في القطاعين الصناعي والعقاري في الصين بعد بياناتها السلبية الأسبوع الماضي، على اعتبار أن الصين أكبر الاقتصادات التي شهدت نمواً قوياً في السنوات الماضية. وذكر الشميمري أن هبوط العملات الذي شهدته تركيا على وجه الخصوص كان عائدا للأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة والتي أثرت سلباً عليها، فيما يختلف الأمر في الأرجنتين التي لا تملك سيولة كافية لتدعيم عملاتها لتبقى في مستوياتها، وشهدنا لذلك هبوطاً قوياً في أسعار العملات فيها. وبين الشميمري أن السوق السعودي تأثر في بداية التداول أول من أمس بموجة الهبوط وشهد نزولاً يصل إلى أكثر من 100 نقطة متأثراً بتراجع الأسواق العالمية وفي مقدمتها السوق الأميركي الذي تراجع بشكل حاد، ما يعد تصحيحاً كذلك للأسواق الأميركية بهبوط أكثر من 1%. وحول التخوف من حرب عملات تشهدها الأسواق العالمية والتي حدثت مطلع عام 2013 مع بدء انخفاض الين الياباني، قال الشميمري إن حرب العملات دائمة، سواء كانت ظاهرة أم خفية، وكل الدول تحاول إضعاف عملتها التي تعتمد على التصدير لتتمكن من بيع منتجاتها بشكل يعود بشكل إيجابي على الاقتصاد، وذلك في الدول المصنعة التي تعتمد على الصادرات في اقتصادها. وأضاف: "النزول في السوق السعودي ارتبط بنزول الأسواق العالمية ومن الناحية الفنية وصل المؤشر إلى نقطة مقاومة قوية من 8800 إلى 8900، وبدأ المؤشر منذ الأسبوع الماضي بفقد الزخم في الارتفاع، ومع مستوى المقاومة القوي للمؤشر يوم أمس الأول والأخبار السلبية من الصين ونزول الأسواق العالمية والأوربية والأميركية وشرق آسيا، شهد السوق السعودي هذا الهبوط، إلا أن الإغلاق على هبوط 36 نقطة قبل أمس يعد إيجابي رغم نزوله.