بمجرد تحرّك قطع الأسطول السادس الأمريكي نحو السواحل السورية في إطار التحضير لحرب وصفت «بالتأديبية» لنظام بشار الأسد سادت أسواق العالم حالة من الهلع نتيجة التخوّف من التأثيرات السلبية لتلك العملية على اقتصاديات العالم, وكحال هذه الأسواق شهد سوق الأسهم السعودية قوة في التذبذب بلغت نحو 641 نقطة وهي حالة لم يشهدها السوق منذ الثورة المصرية عام 2011م, لكن ورغم تلك المخاوف إلا أن المؤشر العام استطاع تقليص جزء لا بأس به من خسائره الأسبوعية ليغلق يوم الخميس على خسائر أسبوعية بلغت نحو 426 نقطة, أما السيولة الأسبوعية فقد شهد ارتفاعاً ملحوظاً فقد سجّلت السوق تداولات بقيمة 34.4 مليار ريال مقارنةً بنحو 27.7 مليار ريال للأسبوع الذي قبله. وهذا الارتفاع في السيولة يوضّح أن الهبوط الحاصل في السوق هو بمثابة الإعلان عن انتهاء الموجة الصاعدة السابقة والتي بدأت منذ نوفمبر من العام الماضي وكسب المؤشر خلالها أكثر من 1.800 نقطة وأن الموجة الحالية هي موجة هابطة رئيسية, لكن قد لا نرى آثار تلك الموجة الهابطة خلال هذا الأسبوع نظراً للدعوات الكثيرة حول العالم بتأجيل النظر في الضربة العسكرية نحو سوريا حتى ينتهي فريق التحقيق الدولي من أعماله وهذا الأمر في نظري قد يعطي الأسواق مساحة بسيطة لالتقاط الأنفاس قبل أن تتم الضربة وتواصل الأسواق حول العالم هبوطها ومنها السوق السعودي. أهم الأحداث العالمية كان من أبرز أحداث الأسبوع المنصرم هو التحضيرات الدولية لضربة وشيكة على النظام السوري وما صاحب ذلك من تطورات اقتصادية, ومن أبرز تلك التطورات هو الصعود الملحوظ للدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات وهذا الصعود أدى إلى تراجع العديد من العملات الأوروبية والآسيوية والعديد من السلع وهو ما ألقى بظلاله السلبية على أداء أسواق الأسهم, ومن المتوقع أن يواصل الدولار صعوده خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. في المقابل شهدت أسعار النفط ارتفاعات قوية سجلّت على إثرها أعلى مستوى لها في عامين عند 112 دولاراً قبل أن تتراجع في جلسة نهاية الأسبوع لتستقر عند 107 دولارات للبرميل, لكن حتى يستمر هذا العطاء فمن المهم جداً ثبات الأسعار فوق 110 دولارات حتى يواصل الذهب الأسود الصعود نحو الهدف المرصود له عند 123 دولاراً. أما أسعار الذهب فقد واصلت موجتها الارتدادية الصاعدة لتلامس مستوى 1.434 دولار للأوقية قبل أن تتراجع حتى 1.396 دولار عند إغلاقها الأسبوعي, ومن المرجح أن يواصل المعدن الثمين سلسلة مكاسبه خلال هذا الأسبوع أيضاً قبل أن يدخل في موجة جني أرباح خلال الأسبوع المقبل. أهم الأحداث المحلية أعلنت شركة مسك عن نتائج اجتماع الجمعية العامة غير العادية للشركة والتي تمت الموافقة من خلالها على توصية مجلس الإدارة بزيادة رأس المال من 400 مليون ريال الى 600 مليون ريال عن طريق طرح أسهم حقوق أولوية وسيتم اصدار سهم لكل سهمين وسيكون سعر الطرح 10 ريالات شاملة قيمة السهم الأسمية على أن تكون أحقية الاكتتاب للمساهمين المسجلين بسجلات تداول بنهاية تداول يوم الجمعية العامة غير العادية. كما أوصى مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع الاهلية بتوزيع أرباح نقدية على مساهمي الشركة عن النصف الاول من العام المالي 2013م بواقع (0.75) ريال على أن تكون الأحقية للمساهمين المسجلين لدى تداول بنهاية تداول يوم 09/09/2013م. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني لسوق الأسهم السعودية نجد أنه عندما فشل في الثبات فوق دعم 7.950 نقطة تهاوى بشكل دراماتيكي وخلال جلسة واحدة فقط ولا أشكك أن الأحداث السياسية كان لها بالغ الأثر في هذا الموضوع لكن لا يعني ذلك أن التحليل الفني لم يتنبأ بقدرة السوق على الارتداد من خلال دعم 7.530 نقطة بل وهذا الدعم قد جعل المؤشر العام يمحو جميع خسائره خلال جلسة الأربعاء الماضي والتي بلغت أكثر من 200 نقطة خلال جلسة واحدة. لكن المهم للمؤشر خلال هذا الأسبوع أن يخترق مقاومة 7.810 نقاط حتى يواصل الارتداد صعوداً نحو المقاومة التالية عند 7.970 نقطة, أما التراجع دون الدعم التاريخي 7.700 نقطة فذلك يعني أن السوق سيتجه للدعم الأخير عند 7.530 نقطة والتي بكسرها قد نرى أسعاراً جديدة للشركات لم تشهدها منذ أكثر من عام. أما بالنسبة للقطاعات فنجد أن قطاع المصارف قد شكّل عنصراً ضاغطاً على السوق خلال الأسبوع الماضي وقد يزداد هذا الضغط خلال هذا الأسبوع أيضاً إذا ما تم كسر دعم 16.950 نقطة لأكثر من يومين, أما عند العودة لما فوق مقاومة 17.450 نقطة فذلك من شأنه إعادة الإيجابية نوعاً ما إلى أداء القطاع خلال هذا الأسبوع. من جهة أخرى نجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد تمكّن من الثبات فوق دعم 6.000 نقطة والذي يمثّل الدعم الأول لديه وهو ما دفعه لكبح جماح نزول السوق خلال جلسة الأربعاء الماضي, لكن كسر هذا الدعم للقطاع سيدفعه للتوجه نحو مستوى الدعم الأخير عند 5.950 نقطة والذي يُعتبر الملاذ الأخير للقطاع خلال الفترة الحالية, في الوقت نفسه فإن اختراق مقاومة 6.200 نقطة والثبات أعلى منها سيعطي دفعة إيجابية للقطاع للصعود حتى مشارف 6.320 نقطة وهذا بلا شك سينعكس إيجاباً على أداء السوق ككل. في المقابل نجد أن قائمة القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع اشتملت على قطاعات الاسمنت والتجزئة والطاقة والاتصالات والتطوير العقاري والنقل . أما من حيث القطاعات السلبية فهي قطاع الزراعة والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والإعلام والفنادق والسياحة. Twitter: @DAM_UNITED