تواصل التوتر في عدد من مناطق محافظتي صعدة وعمران شمالي العاصمة اليمنية صنعاء والضالع في الجنوب، باستمرار المواجهات بين جماعة الحوثي وقبائل حاشد، والجيش وكتائب مسلحة في الضالع. وأكدت مصادر محلية عن سقوط ما لا يقل عن 20 قتيلاً في صفوف الحوثيين ورجال القبائل في وقت كثفت فيه اللجنة الرئاسية الإشرافية على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بصعدة برئاسة أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال، جهودها لمنع تفجر الموقف من جديد. وأكدت مصادر رسمية أن اللجنة الرئاسية تواصل جهودها لمتابعة تنفيذ كافة بنود وقف إطلاق النار في صعدة، بما يكفل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في منطقة دماج ومحافظة صعدة بشكل عام، وإرساء قيم التسامح والإخاء بين كافة أبناء المحافظة. ونقل عن هلال قوله إن اللجنة تواصل لقاءاتها اليومية مع مختلف الأطراف بصعدة، فضلا عن تواصلها مع قيادة فرع التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة للاستماع إلى ملاحظاتهم ورؤيتهم لتهيئة الأجواء الملائمة لترسيخ دعائم الأمن وإحلال السلام الدائم في محافظة صعدة، بالتعاون بين كافة القوى السياسية. وكانت المعارك قد اشتدت في عمران، حيث قتل نحو 20 شخصاً في مواجهات مسلحة اندلعت بين الحوثيين ورجال القبائل المنتمين إلى حاشد التي ينحدر منها أبناء رئيس مجلس النواب السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وتعد الاشتباكات التي شهدتها محافظة عمران الأحدث في سلسلة مواجهات عنيفة في الشمال بين الحوثيين الشيعة والسنة الذين يضمون قبائل محلية وسلفيين. في غضون ذلك، دخلت العلاقة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين مرحلة بالغة الخطورة، بعدما اتهم قيادي في اللجنة الرئاسية جماعة الحوثيين بعدم الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الأيام الماضية لوقف المواجهات بينهم والسلفيين. وأكدت مصادر عسكرية مطلعة عن إنذار وجهته وزارة الدفاع اليمنية لجماعة الحوثي بسرعة إخلاء المواقع التي تمت السيطرة عليها في منطقة دماج بصعدة من قبل مقاتليها عقب انسحاب مقاتلي أتباع التيار السلفي وإخلاء المنطقة من سكانها وتهجيرهم إلى مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة صنعاء. وكشفت المصادر عن تحديد الجيش مهلة لمقاتلي جماعة الحوثي 48 ساعة لإخلاء المواقع التي يتمركزون فيها وإنهاء الحصار الذي فرضوه على مواقع انتشار الجيش في دماج، مشيرة إلى أن ثمة توجيهات صريحة من الرئيس عبدربه منصور هادي باستخدام القوة في حال لم ينصع الحوثيون لإنذار الجيش. من جهة ثانية، أوضحت مصادر قبلية مرافقة للجنة الرئاسية المكلفة بتطبيع الأوضاع الأمنية في صعدة، أن ثمة وساطة قبلية يتزعمها عدد من الوجاهات القبلية المقربة من زعيم جماعة الحوثي، دشنت مساعيها لإقناعه بسحب مقاتلي الجماعة وإنهاء الحصار المفروض منذ يومين على قوات الجيش المكلفة بالانتشار فى المناطق التي تم اخلاؤها من السلفيين. وأشارت المصادر إلى أنه في حال فشلت هذه المساعي القبلية فإن منطقة دماج ستشهد اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين، منوهة إلى أن القيادات العسكرية للوحدات المكلفة بالانتشار العسكري في دماج ساخطة وتترقب عدم انصياع الحوثيين للمهلة المحددة بالانسحاب لبدء العمليات العسكرية ضد مسلحي الجماعة. وفي الجنوب ارتفع منسوب التوتر في بعض المناطق بخاصة في الضالع، بعد تبني بعض الجماعات المرتبطة بالحراك الجنوبي خيار الكفاح المسلح، حيث ظهرت أمس جماعة أخرى تطلق على نفسها "كتائب شهداء الجنوب"، ادعت تنفيذها لعدد من العمليات ضد قوات الجيش المرابطة في المنطقة. ودعا محافظ محافظة الضالع علي قاسم طالب عقلاء ومشائخ ووجهاء ومواطني المحافظة كافة إلى تحكيم العقل والمنطق ومراعاة مصالح الناس التي تعطلت نتيجة الأخطاء وردود الأفعال غير المنطقية التي يقوم بها بعض العناصر التي لجأت إلى استخدام السلاح، ما أدى الى تعطيل عمل عدد من المؤسسات، بما فيها البنك المركزي والبريد وبنك التسليف، نتيجة انعدام السيولة. وأشار طالب إلى أنه في الوقت الذي وجهت فيه قيادة المحافظة بعدم استخدام القوة، تقوم الجماعات المسلحة بأعمال القطع وعدم السماح بالحركة الآمنة في الطرقات التي تربط المحافظة بالمحافظات الأخرى وداخل المحافظة نفسها. ودعا طالب إلى التهدئة وهدنة لمدة شهر يتم خلالها تمكين الأجهزة المختصة من صرف مرتبات ومستحقات الموظفين والمديريات، وكذا إتاحة المجال لصوت العقل، تجنباً لمزيد من إراقة الدماء، لأن الخاسر من تأزيم الأوضاع في المحافظة هم أبناء محافظة الضالع أنفسهم وليس أحداً غيرهم، على حد تعبيره.