أدى تجدد القتال بين الحوثيين ومسلحي القبائل في محافظة عمران بعد انهيار الهدنة الأخيرة قبل يومين إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً وسقوط عشرات الجرحى، في وقت اتهمت لجنة الوساطة الحكومية جماعة الحوثي بالمماطلة في تسليم المواقع التي كان مسلحوها تمترسوا فيها خلال معاركهم مع السلفيين في منطقة دماج. وقالت مصادر قبلية ل»الحياة» إن معارك عنيفة اندلعت بين الحوثيين وقبائل حاشد الذين يتزعمهم آل الأحمر خلال اليومين الأخيرين، على رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي كانت رتبته لجان الوساطة الحكومية قبل نحو ثلاثة أسابيع. وأوضحت المصادر «أن القتال الذي نشب للسيطرة على جبل المصراخ القريب من وادي دنان واستخدمت فيه مختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة أدى إلى مقتل 22 شخصاً من الموالين للحوثيين ونحو 10 آخرين في صفوف قبائل حاشد التي كانت انضمت إلى جانب السلفيين في منطقة دماج في محافظة صعدة ضد الحوثيين». واستطاع الحوثيون السيطرة على مناطق عدة في الأشهر الأخيرة في محافظة عمران حيث معقل قبائل حاشد. وشكّل الرئيس عبدربه منصور هادي أكثر من لجنة وساطة حكومية لوقف إطلاق النار الذي امتد إلى أكثر من جبهة، فيما اختار آلاف السلفيين في دماج بزعامة الشيخ يحيى الحجوري النزوح إلى صنعاء ومناطق أخرى تلبية لمقترح حكومي يسعى لوضع حد لنزاعهم مع الحوثيين الذين يسيطرون على محافظة صعدة بالكامل ومناطق متاخمة لها من محافظات أخرى. وعلمت «الحياة» أن جهوداً بذلتها لجان الوساطة الحكومية أمس لوقف المواجهات في محيط منطقة دنان وتثبيت وقف إطلاق النار في خيوان، في حين يتهم رجال القبائل الحوثيين «بعدم تنفيذ بنود الهدنة، وباستحداث مواقع قتالية جديدة استعداداً لهجوم واسع على المناطق التي يسيطر عليها آل الأحمر». واتهم رئيس لجنة الوساطة في دماج يحيى أبو أصبع الحوثيين بالمماطلة في تسليم مواقعهم للجيش تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ونقلت المصادر الحكومية عنه قوله «إن الحوثيين لايزالون يسيطرون على عدد من المواقع الجبلية والنقاط وأنهم يعملون على عرقلة انتشار قوات الجيش». وجاءت هذه التطورات قبل أيام من الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني واستكمال الاستعدادات للبدء في صوغ الدستور الجديد، وفي ظل حرص حكومي على تجنب الدخول في مواجهات مع الجماعات المسلحة خوفاً من انهيار العملية الانتقالية وفشل الحوار. على صعيد آخر، قضت أمس محكمة يمنية في صنعاء متخصصة في شؤون الإرهاب وأمن الدولة بحبس أحد عناصر تنظيم «القاعدة» خمس سنوات بعدما دانته بتصنيع العبوات الناسفة وزرع أربع منها في أماكن متفرقة من العاصمة، استهدافاً لشخصيات سياسية وعسكرية ودينية.