استمر أمس التوتر الأمني في شمال لبنان، وتم تبادل إطلاق الرصاص في مناطق خطوط التماس في طرابلس بين جبل محسن والتبانة، وامتدت عمليات القنص إلى منطقة الملولة، بعد ليلة اشتباكات حامية، وطالت عمليات قنص كل هدف متحرك، لا سيما على الطرق الدولية التي تربط طرابلس بعكار. وردت وحدات الجيش على مصادر النيران، مستعملة القنابل المضيئة لتحديد مواقع القناصين والمسلحين. وأدت عمليات القنص إلى إصابة عدد من المواطنيين. من جهة أخرى، غرقت العاصمة اللبنانيةبيروت وعدد من المناطق الجبلية بالنفايات التي تكدست على الطرق والشوارع العامة، وتفاجأ اللبنانيون بمشاهد كادت تمحى من ذاكرتهم كانت قد تولدت أثناء الحرب الأهلية وسيطرة الميليشيات على الشارع، عندما توقف عمل الدولة والمؤسسات لاسيما البلديات التي كانت معنية بملف النظافة، إذ توقفت شركة "سوكلين" عن العمل برفع النفايات وهي شركة تأسست إثر اتفاق الطائف مع الحكومة الأولى للرئيس الشهيد رفيق الحريري مما أدى إلى معالجة المشكلة التي تراكمت طوال أكثر من 20 عاما دون حلول، ويعود توقف سوكلين عن العمل إلى الاعتصام الذي ينفذه ناشطون بيئيون أمام مطمر بلدة الناعمة احتجاجاً على وجوده في المنطقة ورفضاً لقرار تمديد عقده. هذه المشكلة شكلت مصيبة جديدة للبنانيين الذين يعانون من مصائب السيارات المفخخة وقصف الصواريخ والأزمة السياسية، فجاءت أزمة النفايات على نحو غير متوقع لتنذر بتداعيات صحية وخيمة، في ظل تكاثر عدد السكان مع مجيء أكثر من مليون نازح سوري إلى لبنان مما يزيد من العبء. وأصر المعتصمون أمس على الاستمرار في تحركهم معتبرين أنّ التهديد بعدم رفع النفايات من الشوارع والأحياء لن يضطرهم للتراجع عن مواقفهم، مشددين على أنّ "الحل الوحيد لأزمة النفايات هو إعادة تأهيلها"، ودعوا رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان إلى دعمهم "من أجل إقفال المطمر، محملين الدولة مسؤولية ما يحصل".