دافعت الحكومة الفلسطينية أمس عن مئات الفلسطينيين من بلدة قصرة، شمال الضفة الغربية، الذين احتجزوا 17 مستوطنا إسرائيليا أول من أمس بعد أن هاجموا قريتهم. وفيما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أعمال المستوطنين بأنها إرهاب فإن محللين إسرائيليين توقعوا ردات انتقامية من المستوطنين مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعلان حالة التأهب في عدد من المواقع بالأراضي الفلسطينية المحتلة تحسبا لهجمات قد تفجر الأمور. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية مدير المركز الإعلامي الحكومي إيهاب بسيسو، "إن أهالي قرية قصرة الذين تعرضوا لعشرات الاعتداءات من المستوطنين خلال الأشهر الماضية كانوا في حالة دفاع عن النفس، وحافظوا بهذا التصرف على أشجارهم وممتلكاتهم التي كان يعتزم المستوطنون إحراقها وتخريبها". وأضاف "أهالي القرية نقلوا للمستوطنين رسالة تحذيرية مفادها "أوقفوا اعتداءاتكم على أبنائنا وممتلكاتنا وإلا ستدفعون ثمن جرائمكم". وكان فلسطينيون ببلدة قصرة شمال الضفة الغربية احتجزوا الثلاثاء 17 مستوطنا إسرائيليا بعد أن اعتدوا بالضرب على عدد من الفلسطينيين إلى حين جرى تسليمهم للارتباط الفلسطيني الإسرائيلي، حيث قالت الحكومة الفلسطينية "لقد تمكن مواطنو قرية قصرة من التصدي لمجموعات المستوطنين التي قامت بالاعتداء على مزارعي القرية بالضرب وحاولت تخريب ممتلكاتهم، وطاردوهم في حقول القرية إلى أن حاصروهم داخل مبنى قيد الإنشاء، وتمكنوا من احتجازهم، ليقوموا بتسليمهم لجيش الاحتلال عبر ضباط الارتباط الفلسطيني". وعلى هذا الصعيد قالت الإذاعة الإسرائيلية "تستعد قوات الأمن بالضفة الغربية بقوات معززة لاحتمال إقدام مستوطنين على ارتكاب عمليات انتقامية من الفلسطينيين". ولكن وزير الدفاع موشيه يعلون استبق هجمات المستوطنين بالتأكيد على أنها إرهاب. وقال في إشارة إلى هذه الهجمات التي يطلق عليها المستوطنون تعبير" تدفيع الثمن"، إن" قوات الأمن عملت وستعمل بحزم وبقبضة حديدية للقضاء على هذه المظاهر". وأضاف "إن مظاهر تدفيع الثمن تشوه صورة إسرائيل وتمس بشكل خطير بالمستوطنين"، مشددا على أن"قوات الأمن لن تسمح لمجموعات هامشية متطرفة بفرض سيطرتها بالقوة على أراض وتوجيه تهديدات لسكان فلسطينيين والقيام بأعمال بلطجة تؤدي إلى إشعال الوضع". واستنكرت الحكومة الفلسطينية "الاعتداءات المتواصلة التي تشنها عصابات المستوطنين، سيما ما تسمى "جماعات دفع الثمن". وفي إطار ردات الفعل الانتقامية، أقدم مستوطنون إسرائيليون أمس على قطع أشجار زيتون في أراضي الفلسطينيين بين قريتي شوفة وكفا جنوب طولكرم. في غضون ذلك، أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد محمد سلامة العجلة (32 عاما)، وإصابة آخرين أمس بقصف صاروخي من طائرة استطلاع إسرائيلية ترافق مع إطلاق مدفعية الاحتلال لقذيفة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. سياسيا، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أن من الممكن إزاحة الحدود في منطقة وادي عارة والمثلث التي تضم 300 ألف عربي بإسرائيل ليصبحوا تحت الدولة الفلسطينية في إطار اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي منتقدا الرفض الفلسطيني لهذه الفكرة. وأضاف في رسالة على صفحة (الفيسبوك) "أنهم مستاؤون من الحديث عن جعلهم مواطنين للدولة الفلسطينية في إطار اتفاق سلام يتضمن تبادلا للأراضي والسكان، وأنهم يعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل". لكن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أكد، كما العرب في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، معارضته لاقتراح ليبرمان بشأن تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال "هذا الاقتراح غير عملي وهو يرفضه من الناحية المبدئية أيضا. لا يحق للدولة أن تهجر مواطنا إسرائيليا عربيا من مكان سكناه لمجرد كونه مواطنا عربيا. إ