أحرق مجهولون يعتقد أنهم من المستوطنين المتطرفين فجر أمس، سيارة فلسطينية في قرية بيت أمر قرب الخليل جنوب الضفة الغربية، وكتبوا على جدران القرية كتابات عنصرية انتقامية، فيما جرت مواجهات بالحجارة بين سكان قرية قصرة شمال الضفة ومستوطنين من نقطة «إيش كودش». وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري: «أقدم مجهولون على تنفيذ جريمة على ما يبدو على خلفية أيديولوجية، إذ وجدت سيارة فلسطينية محروقة ومحاولة لإحراق مركبة زراعية في قرية بيت أمر». وأضافت: «كتبوا على جدران القرية كتابات عنصرية باللغة العبرية تحمل مضامين تدفيع الثمن»، وعبارات «انتقام من يتسهار»، و «العربي الصالح هو العربي الميت» و «اليوم بالممتلكات وغداً بالأرواح»، إضافة إلى رسم نجمة داود. واعتبرت «الحادثة في غاية السوء». وتقع مستوطنة «يتسهار» قرب مدينة نابلس شمال الضفة وسكانها معروفون بتطرفهم، وهم يقومون بصورة متكررة بمهاجمة ممتلكات الفلسطينيين وتخريبها والاشتباك معهم. وتتضمن سياسة «تدفيع الثمن» عمليات انتقام ينفذها مستوطنون متطرفون ضد العرب. وكانت نشاطاتهم في البداية رد فعل على الحكومة لإعلانها تفكيك عدد من النقاط الاستيطانية العشوائية، لكنهم باتوا يلجأون إلى أعمال انتقامية بصورة متكررة. وتتخذ هجمات المتطرفين طابعاً تخريبياً من حرق أشجار الزيتون إلى الاعتداء على المساجد والكنائس ومحاولة حرقها وحرق سيارات فلسطينية، والاعتداء على الناشطين الإسرائيليين من دعاة السلام والمناهضين للاستيطان، ويشتبكون أحياناً مع الجيش. ونادراً ما يتم اعتقال الفاعلين. وقدمت الشرطة لوائح اتهام بحق ثلاثة مستوطنين الأسبوع الماضي لتنفيذهم جرائم في منطقة الخليل. وفي شمال الضفة، جرت أمس مواجهات بالحجارة بين سكان قرية قصرة ومستوطنين قاموا بكسر أشجار زيتون، ما اضطر الجيش إلى التدخل. وقال ناطق عسكري «إن حرس الحدود والجيش تدخلوا لفض النزاع بين مستوطني ايش كودش والسكان»، مشيراً إلى أن المواجهات تكررت بين المستوطنين وسكان قرية قصرة. وأردف: «أبلغنا المستوطنين بأن لدى الفلسطينيين إذناً بحراثة حقولهم». وقال المستوطنون في بيان: «هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الفلسطينيون الاستيلاء على أراضي لا يملكونها، فهم يحضرون لانتفاضة ثالثة، وقوات أمننا مجهزة لذلك في شكل جيد».