أعلن الدفاع المدني بمنطقة تبوك عن العثور على جثة الطفلة لمى الروقي والوصول لها داخل البئر الارتوازية التي سقطت بداخلها قبل نحو 13 يوماً. ونفى الدفاع المدني ما تردد عن سقوط الطفلة من أيدي المنقذين، مشيراً إلى أن الجثة نزلت نتيجة للانهيار الذي حدث للتربة. وبين الدفاع المدني أنه استعان بحفار خاص من شركة أرامكو بالمنطقة الشرقية، وينتظر وصوله غداً لاستكمال عمليات انتشال الجثة. وشدد الدفاع المدني على أنه سيتم التحقيق مع صاحب البئر بشكل تفصيلي بعد الانتهاء من انتشال جثة لمى، مبيناً أن المعلومات تشير إلى أنه حفرها قبل 8 سنوات وتعاقد مع مؤسسة لردمها ولكن السيول أدت إلى فتحها مجدداً. وفيما يلي نص بيان الدفاع المدني: أعلنت مديريه الدفاع المدني بمنطقة تبوك استمرار عمليات البحث عن الطفلة لمى والتي سقطت في أحد الآبار الارتوازية بوادي الأسمر بمحافظة حقل مساء يوم الجمعة قبل الماضي. وأبانت مديرية منطقة تبوك في مؤتمر صحفي لها عن عمليات البحث وجهود انتشال جثمان الطفلة أن عمليات الدفاع المدني بمحافظة حقل تلقت بلاغا عن سقوط الطفلة لمى الروقي في بئر ارتوازية في تمام الساعة الثالثة وأربع وخمسون دقيقه من مساء يوم الجمعة 17صفر 1434ه وتوجهت فرقة الإنقاذ للموقع المذكور خلال مدة زمنية 30 دقيقة، حيث وجد والد الطفلة الذي أفاد أن ابنته البالغة من العمر ست سنوات سقطت داخل البئر عندما كانت تلعب مع شقيقتها. وبفحص البئر تبين أنها مغطاة من الأعلى إلا أنه توجد بها فتحة جانبية سمحت بسقوط الطفلة, إلا أن ذلك لم يمنع رجال الدفاع المدني من توجيه عدد من فرق البحث لتمشيط الوادي للتأكد من عدم وجودها في أي موقع في محيط البئر بالتزامن مع استخدام أجهزه التنفس لتزويد قاع البئر بالهواء وإنزال الكابلات التلسكوبية لاستكشاف ما بداخل البئر، إلا أن الكاميرا اصطدمت بالتراب والصخور علي عمق 30 متراً تقريباً، ولم يشاهد أي أثر للطفلة على هذا العمق. وأشار اللواء مستور بن عائض الحارثي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك إلى أن فرق الدفاع المدني قامت بإزالة غطاء البئر والمكون من ماسورة موضوعة بشكل عرضي على فوهة البئر بطول 6 أمتار وقطرها 16 بوصة ورفع كمية من الصخور والأتربة المحيطة بفوهة البئر. كما تم تحريك قوة إسناد بشري وآلي من مديرية الدفاع المدني بالمنطقة وقوة الطوارئ الخاصة للدفاع المدني بعدد 38 آلية وبعدد 74 عنصراً بشرياً. وبناء علي تقييم دقيق للوضع تم وضع خطة عمل تتناسب مع الحالة وتتمثل في عمل حفرة موازية للبئر تبعد عنه مسافة ثلاثة أمتار وبمساحه 30×80 متراً تتيح النزول تدريجياً والوصول للموقع المحتمل وجود الطفلة به. كما تم الاستعانة بعدد 53 آلية من المعدات الثقيلة من الجهات الحكومية والأهلية لتنفيذ الخطة، بالإضافه إلى استدعاء فرق إنقاذ متخصصة من مديريات الدفاع المدني بالمدينة المنورة والقصيم والرياض وإدارة الدفاع المدني بالطائف. ولفت اللواء الحارثي إلى استدعاء خبيرين من شركة أرامكو وصلوا إلي الموقع مساء يوم السبت 18/ 2/ 1435ه واطلعا علي خطه العمل وأفادا بأنها الأنسب للتعامل مع هذه النوعية من الحوادث ولا يزال أحد الخبراء المختصين في حقل الآبار في الموقع, كما تم الاستعانة بهيئة المساحة الجيولوجية وتواجد الدكتور أحمد باسالم والمهندس إيهاب الأشي في الموقع, وأكدا على طريقة عمل الدفاع المدني باعتبارها الحل الأمثل لاستخراج جثه الطفلة. كما اطلع على سير أعمال الدفاع المدني بالموقع ثلاثة من الأكاديميين المتخصصين بجامعة تبوك هما الدكتور حسن عوض والدكتور بسيوني الجارحي والدكتور محمد حسين أبو علي والذين اثنوا علي الطريقة المتبعة في العمل وطالبوا بضرورة اتخاذ احتياطات أشمل لسلامة رجال الدفاع المدني أثناء البحث والإنقاذ. كما تم مخاطبة شركة بن لادن وإحدى الشركات الإيطالية التي تعمل بمحافظة ضبا وحضر مندوبان لهما للموقع، وأفادا بعدم توفر معدات لديهم للتدخل في مثل هذه الحالات، ومن ثم تم التعاقد مع إحدى مؤسسات الحفر لعمل تكييس للبئر للمحافظة عليها من الانهيار. وأكد اللواء الحارثي أنه في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الاثنين 20/ 2/ 1434ه تم الانتهاء من تكييس البئر لمنعها من الانهيار, وأعمال حفر للمنطقة المحيطة بالبئر على شكل درجات لمنع تساقط الرمال ومن أجل سلامة العاملين وقد تمكنت الفرق من والوصول إلى عمق يصل إلى 27 متراً مساء يوم الثلاثاء 21/ 2/ 1343ه مع استمرار العمل علي مدار الساعة. وعند وصول أعمال الحفر إلى عمق 30 متراً تبين وجود منطقة صخرية صلبة، كما اتضحت فوهة البئر الأصلية، التي كانت مطمورة بالتراب والحجارة بالكامل وهو ما يهدد بانهيار التربة الجانبية في حال استمرار عمليات الحفر لأعماق أكبر، ما استلزم إزالة جزء من التربة الجانبية لتأمين سلامة العاملين. وعلى مدى 72 ساعة من أعمال حفر البئر الموازية تمكن رجال الدفاع المدني من عمل فتحه جانبيه بعمق 100 سم وقطر 30سم والوصول للبئر الارتوازي عن طريقها وذلك مساء يوم الثلاثاء 28/ 2/ 1435ه حيث تم رصد روائح كريهة تدل على وجود جثة الطفلة يرحمها الله، وكذلك العثور على الدمية التي كانت مع الطفلة، إلا أن هبوط التربة أدى إلى نزولها إلى أعماق تزيد عن 11 متراً, ما استلزم استمرار أعمال الحفر للبئر الموازية إلى أعماق أكبر للوصول إلى لموقع جثمان الطفلة ولا يزال العمل جارياً بالموقع حتي الآن. وقال اللواء الحارثي: نسأل الله لها الرحمة ولأهلها الصبر ونؤكد استمرار أعمال البحث في محاوله استخراج جثمان الطفلة.