قرأت جماعة "إبداع" بنادي أبها الأدبي ديوان "فينيق الجراح" للشاعر محمد عبد الله البارقي قدمها عضو الجماعة الشاعر إبراهيم معدي، الذي استهل ورقته قائلا: إن همة الجمال، وأزاهير الخيال، قد جنّحت في فضاء يصدح بعذوبة الجراح، في فينيق الجراح، لسندباد الوهم البارقي، الذي كفانا صياغة السؤال عن معطف الحزن الذي يرتديه في قصائد ديوانه وغلافه وعنوانه. يقول عن نفسه: (لست سوى أقلية داخلي، وأن الحزن هو الأغلبية الساحقة) يقول: أواه يا جراحي التي تسيل في العراء ما أصعب النزيف في زوايا الليل والشتاء! وتابع معدي: ذكرني عنوان الديوان الذي يضم إحدى وعشرين قصيدة، استغرقت خمسا وسبعين صفحة من القطع دون المتوسط، بالمستحيلات الثلاث عند العرب (الغول والعنقاء والخل الوفي) والفينيق: طائر أسطوري كما يقال، وهو رمز للتجدد والخلود. ومن قرأ قصائد الديوان يستنتج قناعة الشاعر بالخلود المتجدد لجراحه كقوله: فإن حاولت أن أحيا بحلمي كبتْ فرسي وعاودها العثار يثور بمهجتي بركان حزن فيبدأ مأتمٌ ويصيح ناع وأضاف من البديهي أيضا أن تكون عناوين قصائد الديوان حاسرة عن وجه حزين أفرع شكواه، ومن عناوين القصائد: يباب، ظل مأساة، لغة الجدار، اللحن الحزين، عذاب، سوناتا الحزن، مشانق الوداع، ماء الذبول... وغيرها. وفلسفة الحزن لديه لا علاقة لها بطبيب نفسي يعيد تأهيله للحياة, إنما هي بذرة الوجود الإبداعي. فمن الحزن المجازي ينطلق, ويستمد العون والقدرة الخارقة لطرق كل باب, وخوض كل غمار! البارقي افتتح ديوانه بإهداء، الأزهارُ والهدايا فيه مواويل جراح وآهات بك الأزهار تفرح والهدايا ومن عينيك تبتدئ الحكايا لكنه سرعان ما استدرك وعاد إلى أيقونة الأنين والشكوى النابعة من بركان الآلام التي مزقته فقال في المقدمة التي تختزل الحزن الذائب في شرايين جميع قصائد الديوان، وتُعرِّف بالشاعر: ما مات فينيق الجراح بمهجتي إلا وثار من الرماد مجددا من جانبه عرف الشاعر الدكتور إبراهيم أبو طالب من جامعة الملك خالد في ورقته عن الديوان بالفينيق، ذاكرا أن الديوان من بحر الكامل والوافر والرجز، وأن الجانب المعنوي يغلب على الديوان، وركز أبو طالب على تشريحه للنص وقسّم قصائده إلى ثلاث حزم وأثنى على تجربته الشعرية، وقال إن الشاعر متميز وذو شاعرية مختلفة.