يودع لبنان اليوم، الوزير محمد شطح، الذي كان يعمل مع سفراء الدول الكبرى على مشروع حل للأزمة اللبنانية تحت عنوان "حفظ الكيان والدولة من الاحتلال الإيراني" عبر حزب الله الذي يسيطر فعليا على مقومات المؤسسات القائمة. اليوم يودع اللبنانيون شهيدهم الذي "لم يؤذ نملة" كما عبر الكثيرون، إذ سيصلى على جثمانه بعد صلاة الظهر في مسجد محمد الأمين بوسط بيروت ليوارى الثرى قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، فيما دعا تيار المستقبل وفرقاء 14 آذار إلى أوسع مشاركة في التشييع، حيث يتوقع أن يكون الحشد كبيرا للرد على حزب الله وسياسة الاغتيال التي يتبعها، وللقول إن في لبنان من يرفض أساليبه ولن يستسلم لمحاولات جعله دويلة لولاية الفقيه. واستمر أمس، توافد الشخصيات المعزية في الوزير شطح إلى مسجد محمد الأمين في وسط بيروت الذي غص بالمعزين وفي مقدمهم الرئيس ميشال سليمان الذي عقد خلوة مع الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات. وأعلن السنيورة "نحن نقبل الدعوة إلى الحوار إلا أن المشكلة هي في سلاح حزب الله وندعو إلى تشكيل حكومة من غير السياسيين". وحول التحقيقات أفادت مصادر أمنية ل"الوطن" أن من اقترف الجريمة محترف، والتفجير أشبه باغتيال اللواء وسام الحسن، حيث استخدم الأسلوب نفسه. وأشارت إلى وجود دلائل على أن المنفذين جاؤوا من منطقة معروفة يهيمن عليها حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، وكشفت الكاميرات دلائل لا يمكن لأحد نفيها، لأنها موثقة وسيكون للقضاء الكلمة الفصل بكل ما تم اكتشافه ومتابعة خيوطه. وذكرت معلومات أن السيارة المفخخة التي انفجرت مستهدفة شطح تم تغيير لونها وهي مسروقة منذ عام 2010. وقام المحققون بجمع أشرطة كاميرات المراقبة المنتشرة بالمنطقة، كما قام فرع المعلومات برفع البصمات والتدقيق في حطام السيارات في مكان التفجير، فيما عمدت لجنة من الهيئة العليا للإغاثة بإحصاء الأضرار للتعويض. وكانت التحقيقات تواصلت ليلاً بموقع الجريمة في "ستاركو" وتم وضع أكثر من خيمة بيضاء في الموقع. وفي السياق، توفي الشاب محمد الشعار متأثرا بجراح أصيب بها مع ثلاثة من أصدقائه كانوا في مكان الانفجار بعد أن مارسوا هوايتهم في المشي بمنطقة البيال، وكان قد ظهر في صورة وخلفه السيارة المفخخة قبل الانفجار، ما رفع عدد شهداء التفجير إلى 7 أشخاص. وأمس دان المجلس الأعلى للدفاع التفجير، وأوضح الأمين العام للمجلس اللواء محمد خير بعد اجتماعه في بعبدا برئيس الجمهورية ميشال سليمان، أنه "تم الاستماع إلى المعلومات التي تم توفيرها بشأن جريمة اغتيال شطح واطلع المجتمعون من وزير العدل بحكومة تصريف الأعمال شكيب قرطباوي على التحقيقات الأولية". ووفق البيان الصادر طُلب "من وزير العدل اتخاذ الاجراءات اللازمة لإحالة جريمة اغتيال شطح إلى المجلس العدلي". وبدوره قال ميقاتي إثر الاجتماع، إنه "ستتم إحالة الجرائم التي حصلت مؤخرا للمجلس العدلي وبمراسيم استثنائية" منه ومن الرئيس ميشال سليمان. وأضاف "الرهان الحقيقي يبقى على حكمة القيادات لسحب فتيل التفجير عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي"، مشددا على أن "الوقت ليس للتساجل الذي لن يوصل إلا إلى اليأس، والمرحلة ليست مرحلة تصفية الحسابات"، مشيرا إلى أن "النار في سورية تلفح لبنان"، داعيا إلى "العودة إلى الحوار وتشكيل حكومة اليوم قبل الغد". هذا وأعلن عن حداد رسمي اليوم،فيما لوحظ أن مدينة طرابلس، مسقط رأس الشهيد، أقفلت أمس، ويستمر الحداد فيها اليوم، حيث إن معظم المؤسسات والمحال التجارية أقفلت أبوابها حداداً على الشهيد شطح، فيما عزز الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة، تخوفا من انفجار ما.