أسدل الستار على فعاليات مهرجان الكليجا السادس ببريدة مساء أول من أمس، بعد أن نجح في تحقيق تطلعات نحو 500 أسرة منتجة وعاملة، شاركت فيه بدعم أياد وطاقات سعودية، منطلقها المنزل والبيت، وتكوينها الابن، والبنت، والزوج والزوجة، وذلك في تأكيد ماثل على الطابع المحلي الذي يمتاز به المهرجان. وسجل المهرجان الذي انطلق مطلع الشهر الجاري العديد من المنجزات، وحقق الكثير من المقاصد العملية والواقعية، التي تؤصل للعمل الحرفي، وتؤكد على أصالة الموروث الشعبي للقصيم، بعد أن تجاوز خلال دوراته الست السابقة مجرد العرض والبيع والشراء، إلى ما هو أكثر عمقاً وأشمل، حينما خطا خطوات متقدمة نحو التأهيل والتدريب، وصناعة اليد العاملة، وتعزيزها بالمؤهلات والمهارات المعتمدة. وأصبحت الأسر المشاركة في المهرجان، وما تقدمه من موروثات وأكلات شعبية، تعتمد على تأصيل حرفي مستديم، تستطيع من خلاله مواصلة إنتاجها طوال العام، وعبر أكثر من منفذ، ما يضمن لها الاستقرار العملي والمادي، وهو الذي تقصده جميع مهرجانات المنطقة. ونشأت حركة بيع وشراء، وتجذر المفهوم الحرفي الدقيق، الذي يعتمد على المهارة والجودة والإتقان عند كثير من الأسر وأبنائها، حتى بات المهرجان وفعالياته -وفي أحايين كثيرة- منطلقاً لعقد الصفقات، وإبرام الاتفاقيات، مع الكثير من مؤسسات القطاع الخاص، ورؤوس الأموال، التي تبارت وتنافست على استقطاب وتبني تلك الأسر. المدير التنفيذي لمهرجان الكليجا السادس ببريدة عبدالرحمن السعيد، أكد أن أحد أهم المقاصد التي سعى المهرجان لنشر ثقافتها، وتعميم مفهومها في الوسط المحلي، هو الفخر والاعتزاز بقيمة الحرفة اليدوية الوطنية، والتي تحققت من خلال من منتجات الأسر المشاركة في المهرجان، عبر تقديم وعرض وتجهيز الأكلات الشعبية، وما يوافقها من مصنوعات يدوية. وأضاف السعيد أن المهرجان أثمر العديد من النتائج الإيجابية التي تصب في تأهيل وتدريب الأسر المنتجة والمشاركة في فعاليات المهرجان، الأمر الذي حرص على تأكيده المسار العام للمهرجانات في المنطقة عموماً، وذلك سعياً من المسؤولين إلى تأكيد الموروث الحِرَفي الشعبي، والعمل على خلق الكفاءات الوطنية المؤهلة.