أكد عدد من الخبراء الأمنيين أن العملية الإرهابية التي استهدفت معسكر الأمن المركزي في محافظة الإسماعيلية؛ تمثل ناقوس خطر بشأن تطور العمليات النوعية، التي تنفذها الجماعات التكفيرية منذ عزل محمد مرسي من منصبه في الثالث من يوليو الماضي. وأشاروا في تصريحات إلى"الوطن"، إلى أن مصر تحتاج إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع الجماعات الإرهابية، محذرين من أن التباطؤ في وضع خطط جديدة لمواجهة الجماعات التكفيرية، من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل "خارطة الطريق" التي من المقرر أن يعلن الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، عن بدء أولى استحقاقاتها ممثلة في تحديد موعد للاستفتاء على الدستور في كلمته المقرر لها اليوم. ويرى الخبير الأمني اللواء إيهاب يوسف، أن منفذي التفجير أرادوا توصيل رسالة إلى العالم بأن الأمن لم يتحقق حتى الآن في مصر، وقال: "هناك رسالة أخرى لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ردا عليه في المؤتمر الذي قال فيه إنه تم وضع خطط جديدة لمواجهة الإرهاب، حيث جاء الرد عليه سريعا وكأنهم يقولون له إنه لن يستطيع تطبيق الأمن، وإن الخطط الجديدة التي ذكرها لن يكون بوسعها القضاء عليهم، بل والتأكيد من جانب تلك الجماعات على أن لديهم القدرة على تحطيم واستنزاف الضباط وأفراد الأمن"، وأضاف "مصر تحتاج الآن إلى معادلة أمنية واستراتيجية جديدة، وحتى الآن لم نحقق قاعدة الأمن المثلى، ووجود قوات الشرطة في الشارع يعد استنزافا لها، ويجب العودة للنظام الأمني في التسعينات من تجنيد أشخاص واختراق التنظيمات الإرهابية، ومعرفة ما يحدث قبل أن يحدث، المشكلة أننا أحلنا للتقاعد الكثير من الضباط من ذوي الكفاءة العالية من جهاز أمن الدولة، الذين كانوا على علم بما يحدث داخل التنظيمات الإرهابية قبل حدوثها، من خلال اختراقهم هذه التنظيمات". وبدوره، يقول الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة "طريقة استهداف معسكر الأمن المركزي بالإسماعيلية، يشبه استهداف مبنى المخابرات بنفس المحافظة، خاصة وأن المناطق المجاورة للمنطقة تضم الكثير من البؤر الإرهابية، ومنها محافظة الشرقية، وأعتقد أن الضربات الموجعة لبعض العناصر الإرهابية، حرّكت تلك العناصر مبكرا؛ لتقوم ببعض العمليات الإرهابية، فضلا عن ارتباط توقيت تنفيذ تلك العمليات باقتراب موعد استحقاق الاستفتاء على الدستور". إلى ذلك قتل شخص أمس في اشتباكات أثناء مظاهرة لمؤيدي مرسي بالسويس. وقال مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة بالمدينة رضا زغلول، إن القتيل يدعى خالد صالح يوسف "وسقط مصابا بطلق ناري في الرقبة وتوفي في المستشفى متأثرا بإصابته"، وقال زغلول، إن شخصين آخرين أصيبا، أحدهما بطلق ناري والآخر بطلق خرطوش. وقالت وزارة الداخلية، إن مؤيدي مرسي استخدموا الحجارة أو الشماريخ أو طلقات الخرطوش أو الرصاص خلال عدة اشتباكات مع الشرطة في القاهرة ومدن أخرى، مما أدى إلى إصابة 3 من رجال الشرطة، واثنين من المواطنين. وأضافت أن المتظاهرين أضرموا النار في سيارة شرطة بمنطقة عين شمس بالقاهرة. وتابع "قامت قوات الشرطة بالتعامل مع تلك التجمعات وتمكنت من تفريقهم وضبط 54 من مثيرى الشغب بمختلف المحافظات، وبحوزتهم 10 زجاجات مولوتوف وطبنجة "مسدس" صوت".