جرت مواجهات الجمعة في الاسكندرية، شمال مصر، بين متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد مرسي واخرين معارضين له اسفرت عن عدد من الاصابات وحالات الاختناق بالغاز، وذلك عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع دستور يثير انقساما وتوترا في البلاد منذ اسابيع. ووسط اجراءات أمنية مشددة من رجال الجيش والشرطة تبدأ اليوم (السبت) المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور في17 محافظة مصرية وهي (الجيزة، والقليوبية، والمنوفية، وبني سويف، والفيوم والسويس، والوادي الجديد، والبحر الأحمر، وبورسعيد، والإسماعيلية، والمنيا، ودمياط، والبحيرة، وكفر الشيخ، ومطروح، والأقصر). من جانبها أكدت هيئة النيابة الإدارية، برئاسة المستشار عناني عبدالعزيز،أن عدد مستشاري الهيئة الذين وافقوا على الاشتراك في الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور بمرحلتيه، بلغ 2571 عضوا، اشترك منهم بالمرحلة الأولى 1429 عضوا، وتقرر اشتراك 1556 عضوا بالمرحلة الثانية، التي تبدأ اليوم. وأشارت النيابة الإدارية، في بيان أصدرته مساء أمس الأول، إلى أن اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على إجراء الاستفتاء، قد تولت توزيع أعضاء الهيئة على لجان الاستفتاء بمختلف محافظات الجمهورية وفقا لاحتياجات كل مرحلة. واستخدمت قوات الامن المركزي بعد ظهر الجمعة الغاز المسيل للدموع واقامت حاجزا من عناصرها للفصل بين المتظاهرين الاسلاميين المؤيدين لمرسي وبين معارضين الذين تراشقوا بالحجارة، في محيط مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية وسط جو غائم. وكان بضعة آلاف من الاسلاميين احتشدوا في «مليونية الدفاع عن العلماء والمساجد» بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات مؤيدة للشريعة الاسلامية، في حين وقف مئات من المعارضين على بعد خمسين مترا على الكورنيش يهتفون ضد الاخوان المسلمين والرئيس مرسي عشية المرحلة الثانية من الاستفتاء التي لا تشمل محافظة الاسكندرية. وقال حازم (37 عاما) وهو من اهالي المنطقة «والله لن يحكم البلد الا ما يختاره الناس»، قبل ان يهتف «اسلامية اسلامية». وفي ما كانت القنابل المسيلة للدموع تنهمر على الفريقين، قالت امراة منقبة وهي تبكي اثناء فرارها من امام المسجد «الداخلية تضرب الاسلاميين، وتترك البلطجية يهاجمونا.. حسبي الله ونعم الوكيل». اما محمد فائز (طبيب-56 عاما) الذي قدم للصلاة في المسجد رغم معارضته لمرسي فقال «مصر طول عمرها نسيج واحد لكن مرسي قسم البلد معسكرين». وامتد التراشق بالحجارة الى الشوارع الجانبية القريبة من المسجد في حين حاول الكثير من الناس الاحتماء بالفرار الى الشوارع البعيدة عن المناوشات. وعاد الهدوء بعد نحو ساعة ونصف من المناوشات. وهتف الاسلاميون «الشعب يريد تطبيق شرع الله» و»بالروح بالدم نفديك يا اسلام». من جهتهم، ردد مئات المتظاهرين المعارضين للاسلاميين شعارات ضد الاخوان المسلمين وضد الرئيس مرسي خصوصا»بيع بيع ..الثورة يا بديع» في اشارة الى مرشد الاخوان محمد بديع. وكانت الاسكندرية التي تقدمت فيها «نعم» السبت الماضي بحسب نتائج غير رسمية للمرحلة الاولى من الاستفتاء، شهدت الجمعة الماضية مواجهات بين انصار الرئيس مرسي ومعارضيه، بعد اتهام الشيخ احمد المحلاوي بانه وجه المصلين للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وأدان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قيام بعض المتظاهرين بحصار المساجد والاعتداء على حرمتها، مستنكرا فى بيان أصدره أمس ما يحدث حول مسجد القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية واعتداء البعض على حرمته مما يعتبر مخالفا لحرمة المساجد لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام باعتبارها بيوت الله في الأرض. وطالب البيان الجميع بضبط النفس ومراعاة قدسية المساجد وعدم جعلها وسيلة للخلاف أو التناحر باعتبارها بيوت الله المخصصة للذكر والعبادة، داعيا الجميع بمراعاة قدسية المساجد وحمل المحلاوي من على منبر مسجد القائد ابراهيم في خطبة الجمعة امس على «من يتولون» وسائل الاعلام المصرية داعيا المصريين الى عدم «الانخداع» بها مشيرا الى انها حرفت ما حدث الاسبوع الماضي و»صورت ضرب المسجد بالطوب» على انه شجار بين نعم ولا. وختم المحلاوي خطبته بالدعوة من اجل «الهداية والمغفرة للضالين والمذنبين (..) وبان يكون عهد ولي الامر(مرسي) عهد رخاء وامن وطمانينة». ودعت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة وشيخ الازهر الخميس الى ابعاد المساجد عن السياسة عشية الاستفتاء. وأهابت وزارة الداخلية المصرية، بجميع القوى والتيارات السياسية، الحرص على الالتزام بسلمية مختلف الفعاليات السياسية، وتؤكد قيام الأجهزة الأمنية بالاضطلاع بدورها، وبذل أقصى الجهد لحماية المواطنين وممتلكاتهم». وقال مصدر أمني مسؤول بالوزارة إنه فى ضوء ما تم رصده من دعوات من قبل بعض التيارات السياسية لحشد تظاهرة أمس بمحافظة الإسكندرية، ودعوات مماثله لتيارات سياسية أخرى معارضة، وذلك على خلفية ما شهدته المحافظة من أحداث في الجمعة 14 ديسمبر الجاري، فإن وزارة الداخلية تحذر من التداعيات والآثار السلبية التى قد تنتج جراء الحشد لتلك التظاهرات فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد، وما تشهده من تصعيد فى ردود الأفعال العدائية بين الأطراف. وأوضح المصدر، في بيان من الوزارة، أن «مواجهة تلك الحشود أمنيا يشكل ضغوطا على قوات الشرطة التى تتعامل مع تلك المواقف ميدانيا، وتحرص على سلامة المواطنين المشاركين فى تلك التظاهرات، وتحمل وزارة الداخلية الداعين لتلك الحشود المسؤولية عن تنظيمها». وأضاف المصدر الأمني أن «ما شهدته الاعتصامات والتظاهرات التى حدثت مؤخرا أمام بعض المحاكم ودور العبادة والمنشآت المهمة والخاصة من تداعيات أصبح لها تأثيرات سلبية على أمن المواطنين وممتلكاتهم». الشرطة تحاول فض الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري ومعارضيه (أ.ف.ب) متظاهرون يهتفون ضد حكومة مرسي في ميدان التحرير بالقاهرة (رويترز) معتصمون يؤدون صلاة الجمعة في مسجد عمر مكرم بالعاصمة المصرية رويترز) معارض للرئيس المصري في ميدان التحرير (رويترز)