تعهدت الولاياتالمتحدة بمواصلة دعم المعارضة "المعتدلة" في سورية، رغم قرارها السابق بإيقاف المساعدات غير الفتاكة للثوار في شمال سورية عقب استيلاء مقاتلي الجبهة الإسلامية في بلدة باب الهوى قرب الحدود التركية على مستودعات أسلحة خاصة بالجيش السوري الحر. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل، في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأميركية في وقت مبكر أمس "ما حدث في اليومين الماضيين يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به"، مشيرا إلى أن واشنطن ما زالت تدعم قائد الجيش الحر، اللواء سليم إدريس، وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية. وأثار سيطرة مقاتلي الجبهة الإسلامية على الأسلحة والمساعدات التي تقدمها واشنطن ودول غربية أخرى للمعارضة، مخاوف الغرب من احتمال سقوط أي أسلحة يرسلونها في أيدي متطرفين، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات هيجل التي أكد فيها "وجود كثير من العناصر الخطيرة، مثل جبهة النصرة والقاعدة وحزب الله. ونعلم أنها جماعات متطرفة وإرهابية مشاركة في هذا الصراع، لذا ليس الأمر مجرد اختيار سهل بين الأخيار والأشرار". وهو ما دعا الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى دعوة مقاتلين إسلاميين إلى تأمين مستودعات أسلحته على الحدود وعدم السماح بسقوطها في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام أو تنظيم جبهة النصرة. إلى ذلك، حذر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية مايكل هايدن، من احتمال وصول الأمر في سورية إلى مرحلة التفتت الكامل وسيطرة كل تنظيم على جزء من البلاد. وقال في كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع حول الإرهاب، الذي نظمه معهد جيمس تاون، إن أحد الاحتمالات هو أن "ينتصر الأسد"، وقال "الوضع يتحول كل دقيقة إلى شيء أكثر فظاعة. والاحتمال الأرجح في وجهة نظري حسب التطورات الحالية هو أننا ذاهبون إلى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة"، محذرا من خطورة ذلك على تفتت سورية وولادة منطقة جديدة "بدون حوكمة" على تقاطع الحضارات، وما يلي ذلك من انعكاسات على كل دول المنطقة وخصوصاً لبنان والأردن والعراق. وتابع "هناك سيناريو آخر محتمل وهو استمرار المعارك إلى ما لا نهاية مع متطرفين سنّة يحاربون متعصبين شيعة. والكلفة الأخلاقية والإنسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جداً".