برزت إلى العلن أمس التباينات التي تشهدها صفوف المعارضة السورية، لا سيما مخاطر «تهميش» هيئة أركان «الجيش السوري الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس، الذي تعتبره دول غربية بارزة إحدى الضمانات لتقديم عون خارجي لمعارضي النظام. ومُنيت هيئة أركان «الحر» بنكسة خلال الساعات الماضية بعدما طردها مقاتلو «الجبهة الإسلامية» التي تشكلت حديثاً من بعض أبرز الألوية الإسلامية المسلحة، من مقراتها عند معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا وصادروا مستودعات الأسلحة التي كانت تأتي للمعارضة السورية من الخارج. وتردد مساء أن «الجبهة الإسلامية» سيطرت أيضاً على مقرات «الحر» في بلدة أطمة الحدوية مع تركيا. وتزامن تحرك «الجبهة الإسلامية»، التي أعلنت قبل أيام فقط خروجها عن هيئة أركان «الجيش الحر» بسبب ارتباطها ب «الائتلاف الوطني»، مع وقوع اشتباكات بين جماعتي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في الرقة في شمال شرقي سورية. وعلى رغم أن سبب الاشتباكات كان فردياً نتج عن قتل عناصر مرتبطين ب «النصرة» عن طريق الخطأ مقاتلاً سعودياً من «الدولة الإسلامية»، إلا أن هذا الحادث يسلّط الضوء على مخاطر انفجار المواجهات بين هاتين المجموعتين اللتين تتبعان تنظيم «القاعدة»، علماً أن الأوضاع بينهما متوترة أيضاً في دير الزور (شرق سورية) على خلفية نزاع على إدارة حقل نفطي ضخم. وتزامناً، أعلنت وسائل إعلام النظام السوري أن قوات الجيش سيطرت على بلدة مزارع النبك في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في وقت وزّع معارضون معلومات عن مجزرة ثانية وقعت ضد السكان في المناطق التي سيطر عليها النظام ومقاتلون شيعة موالون له في النبك. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن الدعوات إلى مؤتمر «جنيف 2» السوري، المقرر في 22 كانون الثاني (يناير) 2014، ستوجّه في 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وان المؤتمر هدفه «أن نشكّل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية في سورية كما جاء في جنيف 1». وأخذ النزاع الدائر في سورية منذ قرابة ثلاث سنوات حيّزاً لا بأس به من النقاشات التي دارت خلال وعلى هامش افتتاح مؤتمر «حوار المنامة» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في العاصمة البحرينية. وفيما حذّر وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل من تنامي نفوذ المتشددين داخل سورية، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على ضرورة التوصل إلى «حل سياسي للأزمة السورية خلال العام المقبل، لافتاً إلى أن هناك خطراً من «تفتت» سورية كدولة. أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، فلفت إلى مخاطر إقامة جهاديين «إمارة إسلامية» في الأراضي الخارجة عن سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد.