قال ناطق باسم السفارة الأميركية في أنقرة إن الولاياتالمتحدة علّقت كل المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية بعدما استولى مقاتلو «الجبهة الإسلامية» على مقر المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة وعلى مخازنه. وسرعان ما أعلنت لندن حذوها حذو واشنطن وأوقفت مساعداتها للمعارضة السورية. وسيطر مقاتلون من «الجبهة الإسلامية» وهي تحالف من ست جماعات معارضة رئيسية على قواعد «الجيش السوري الحر» عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسورية مع تركيا في وقت متقدم يوم الجمعة. وقالت مصادر في الجمارك ل «رويترز» إن تركيا أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري. ولم يرد تأكيد من المسؤولين الأتراك. وأضعف الاقتتال بين مقاتلي المعارضة السورية جهودهم لإسقاط الرئيس بشار الأسد في الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية على حكمه في آذار (مارس) 2011 وتحول الى حرب أهلية. ولم يتضح بعد السبب في سيطرة «الجبهة الإسلامية» على قواعد المجلس العسكري الأعلى وما اذا كانت أي مخزونات قد فقدت. لكن الناطق باسم السفارة الأميركية في تركيا تي جي غروبيشا قال: «نتيجة لهذا الموقف علّقت الولاياتالمتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية». وأضاف أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر لأن منظمات دولية وغير حكومية هي التي تقوم بتوزيعها. ولم يتسن الاتصال بممثلي «الجيش السوري الحر» للتعليق. وقال الناطق باسم السفارة الأميركية إن الموقف لا يزال قيد التحقيق لتحديد ما حل ب «المعدات والإمدادات الأميركية التي أرسلت إلى المجلس العسكري الأعلى». وكانت «الجبهة الإسلامية» سيطرت مطلع الشهر الجاري على مقار تابعة لهيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» وبينها مستودعات اسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأشار «المرصد» أول من أمس إلى أن كميات من هذه الاسلحة «سيطرت عليها جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، علماً أنها ليست جزءاً من «الجبهة الاسلامية». وتؤشر هذه المواجهات الى تصاعد التوتر بين «الجبهة الاسلامية» التي نشأت في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) وقيادة «الجيش الحر». ولم يتضح ما إذا كانت هناك جهة خارجية تدعم هذه الجبهة التي تضم أكبر ثلاثة فصائل اسلامية محاربة في سورية وهي «لواء التوحيد» و «حركة أحرار الشام» السلفية و «جيش الاسلام»، بالاضافة الى مجموعات أخرى. وفي لندن (أ ب)، حذّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تبني فكرة أن كل المعارضة السورية هي عبارة عن متطرفين وشدد على الحاجة إلى مواصلة العمل مع العناصر المعتدلة فيها. وقال كاميرون أمام مجلس العموم أمس إن بريطانيا ستبقى «مشاركة كلياً» في كل الجهود لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سورية. وأضاف: «لا يجب أن نسمح بأن تتطور الفكرة التي تقول إن المعارضة الوحيدة في سورية هي المعارضة المتطرفة». قائلاً إن ذلك يمكن فقط أن يصبح حقيقة إذا «توقفنا عن العمل مع أولئك الذين يهتمون بالديموقراطية والمستقبل (لسورية)». وجاء كلامه في وقت أعلنت سفارة بريطانيا في أنقرة أن بريطانيا علّقت أمس الأربعاء المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمال البلد، بعد خطوة مماثلة قامت بها الولاياتالمتحدة. وصرح متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة إلى وكالة «فرانس برس»: «ليست لدينا أي خطط لتسليم أي معدات طالما بقي الوضع غير واضح».