تواصل نخبة من الفنانين العرب تنافسها في تقديم تقنيات وأساليب ومواضيع متنوعة ل"فن المصغرات (المنمنمات)"، أحد الفنون الإسلامية التي لها تقنية ووظيفة وأسلوب يخصها، وتحمل في طياتها تأثيرات مغولية وفارسية وسلجوقية وهندية وعثمانية، وذلك في الملتقى العربي الأول لفن المصغرات الذي افتتح نهاية الاسبوع بصالة الشرقية للفنون في الرياض، واحتوى على أكثر من 250 لوحة، أصغرها مساحة (20x20) سم. وقال المنسق العام والمشرف على المعرض الفنان فهد النعيمة ل"الوطن": إن الملتقى العربي الأول للمصغرات يعد بداية لسلسلة من المعارض التشكيلية المهمة على مستوى الوطن العربي ويهدف إلى التعريف بفن المصغرات، ومد جسور التعاون والتواصل فيما بين الفنانين العرب والسعوديين، والاستفادة من الخبرات العربية المتميزة، إلى جانب تبادل الأفكار والرؤى، والتعرف على الاتجاهات والتجارب المختلفة. وأضاف النعيمة بقوله: لقد سعدنا في هذه التظاهرة بمشاركة نخبة متميزة من فناني دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، يمثلهم 35 فناناً وفنانة وفق مدارس واتجاهات وأساليب مختلفة، يحدونا الأمل في أن نقدم للمتلقي ما يليق به من نصوص بصرية وتجارب تشكيلية جادة. وشهد الملتقى سوقاً شرائية منذ اليوم الأول لافتتاحه بسبب الأسعار المنخفضة للوحات التي تبدأ من 700 ريال، ويستمر لمدة عشرة أيام، حتى الثاني عشر من ديسمبر الجاري. يشار إلى أن المصغرات "المنمنمات" إنتاج فني تشكيلي يمتاز بصغر مساحته، ودقة في رسمه وتلوينه، فالنمنمة في القواميس العربية تعني الخطوط المتقاربة، ونمنم الشيء أي رقشه وزخرفه، وكتاب منمنم بمعنى منقش؛ لذا ارتبط فن المنمنمات بتصاوير وزخارف الكتب خلال العصور الإسلامية، مثل كتاب "كليلة ودمنة"، وكتاب "مقامات الحريري"، ويعد الواسطي وكمال الدين بهزاد من أشهر رواد هذا الفن. والمصغرات من الأعمال الفنية الصغيرة التي تتوافق مع الإيقاع السريع لوقتنا المعاصر، إذ التدفق المعلومات، ووسائل الاتصال الاجتماعي القائم على الكلمات المختصرة أو ما يعرف بالتغريدات الإلكترونية. ويفضل أن تكون اللوحات الصغيرة عبارة عن مجموعة من الأعمال لفنان واحد تحمل موضوعاً واحداً وتقنية واحدة.