رغم أسرار فن المنمنمات وشهرته العالمية، إلا أنه غاب عن أروقة قاعات الفنون المعاصرة في العالم، ولم يتبق منه إلا التحف النادرة، وهو ما دفع أرامكو إلى تقديم هذا الفن العريق في عيدها الثقافي 2011، ضمن معرضها الفني "لوحة وفنان"، الذي يستمر حتى الخميس المقبل. الفنان عبدالعظيم الضامن تحدث عن فن المنمنمات قائلا "إنه فن لا يقتصر على رسم الهوامش وتزويق الكتب التراثية القيمة فحسب بل يرتقي بمفهوم اختزال الفن الإسلامي ويتمرد على الفن الغربي، إذ بات الفن في الزمن الماضي توثيقياً، إذا جاز القول، فمن المعروف أن المصور عبدالجليل جلبي الذي كان يوقع أعماله باسم (لوني) أقدم في عام 1720 على رسم أفراح الختان لأربعة من أمراء الأسرة الحاكمة، فصور الأماكن التي جرى الحفل فيها على مدى خمسة عشر يوماً، فضلاً عن المشاركين فيها، والعروض المختلفة التي صاحبته، ولم يكن من قبل رسم مثل هذه الحالات مقبولاً أو متاحاً لحرية الفنان". وكذلك الحال للفنان الجزائري محمد راسم الذي تميز في فن المزوقة، ولم ينقطع كباقي الفنانين، ويتحقق المتابع لسيرة الفنان أنها مرسومة سلفاً إذ إنه ينحدر من عائلة الرسام الفنية، وأخذ الفن بالوراثة ليكون أحد أهم الفنانين في العالم العربي بفن المنمنمات، وهو ما يماثله فيه عبدالقادر الرسام الذي تميز برسم المنظور في الهيئات الآدمية، مع الإشارة إلى أن هناك فرقا بين نوعين من الفنون المتشابهة، وهي التصوير المصغر، أي بقياسات صغيرة، سواءً على المخطوطات، أو على مصوغات وعلب وغيرها، وتصوير كتابي آخر، معروف في المخطوطات الإسلامية، مثل تصاوير الواسطي الشهيرة التي انطلقت من حسابات تصويرية أخرى لا تتجاوز فيها مثل هذه التسمية، وقد سماها البعض بمسميات عدة كان أهمها "التزويق" كما في الصور التي زينت كتاب "كليلة ودمنة" أو التصوير في "مقامات" الحريري للواسطي. وأوضحت المشرفة على معرض "لوحة وفنان" أمل المريخي أن الفنانين الجزائريين مصطفى بلكحلة والسيد موسى كشكاش، سيقدمان ورشة عن فن المنمنمات "رش زخرفة" لمدة 5 أيام، وورشة لوحة وفنان تستمر طيلة أيام المعرض، وورشة عمل حر لمجموعة من الفنانين الرواد لمدة ثلاثة أيام، بالإضافة إلى جدارية لمجموعة من الفنانين الرواد لمدة يومين، وورشة جرافيك تستمر حتى نهاية المعرض يشارك فيها فنانون من 13 محافظة في ورشة حية أمام الجمهور.