سيطرت كتائب المعارضة السورية المسلحة بشكلٍ كامل على مدينة معلولا في ريف دمشق بعد أيام من المعارك ضد قوات النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي جبهة النصرة استولوا على الحي القديم في البلدة التي تبعد مسافة 60 كلم شمال شرق دمشق وتقطنها أغلبية مسيحية وذلك بعد قتال استمر عدة أيام. إلى ذلك كذبت رئيسة دير "مار تقلا" الأم بيلاجيا سياف ما رددته الحكومة عن تعرض الكثير من المواقع المسيحية للنهب بواسطة قوات المعارضة، إضافة إلى احتجاز رئيسة الدير وعدد من الراهبات. وقالت إن أياً من مثل هذه الحوادث لم يقع. وكان السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري قد أعلن أمس نقل 12 راهبة اقتادهن مقاتلو المعارضة من الدير إلى منطقة يبرود القريبة منها. وقال في تصريحات صحفية "الراهبات أرغمن بواسطة مجموعة مسلحة على ترك الدير، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود". وأضاف "كل الاحتمالات واردة. ونحن نجهل الأسباب التي حدت بإرغام الراهبات على المغادرة وما هو الهدف من هذه الخطوة". إلا أن بعض المصادر في المعارضة بررت الخطوة بأنها "رغبة في حماية الراهبات وضمان سلامتهن الشخصية". إلى ذلك، قال مصدر أمني سوري في تصريحات صحفية إن مجموعات من الثوار ألقت إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي يوجدون فيها باتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، مما اضطر الأخيرة إلى التراجع، وهو ما أتاح للثوار الفرصة للتقدم في اتجاه وسط البلدة التي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث تبدلت السيطرة عليها 4 مرات في سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة للمعارضة والقوات النظامية. وفي درعا، حققت المعارضة المسلحة تقدماً عسكرياً في ريف المحافظة، وصولاً إلى ريف محافظة القنيطرة, وذلك بعد سيطرتها على كتيبة التسليح شرق بلدة بصر الحرير. وجاءت السيطرة على كتيبة التسليح تزامنا مع السيطرة على تلتي أبو اليابس وأبو لحية الاستراتيجيتين قرب بلدة نوى. وهو ما أصاب القوات النظامية في المنطقة باليأس ودفعها للرد على ذلك التقدم بهجوم عنيف على حي طريق السد بدرعا المدينة، في محاولة لاستعادته من المعارضة التي تسيطر عليه منذ أكثر من سنة. أما في محافظة القنيطرة المتاخمة لدرعا، فقد قالت شبكة شام الإخبارية إن مقاتلي المعارضة استهدفوا حافلة للقوات النظامية في خان أرنبة، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها. كما أكد ناشطون مقتل وجرح جنود نظاميين إثر استهداف سرية الصقري بين بلدتي مسحرة وممتنة بنفس المحافظة. إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري بمقتل 76 شخصاً أول من أمس في اشتباكات وقصف بعدة مدن ومحافظات سورية، أغلبهم في دمشق وريفها، مشيراً إلى أن من بين القتلى 6 نساء و7 أطفال. وقال إن 5 قتلى وعددا من الجرحى سقطوا فجر أمس في قصف للقوات الحكومية على نبع الصخر بالقنيطرة، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بين الجيشين الحر والقوات النظامية المدعومة بمقاتلي حزب الله ومليشيات أبي الفضل العباس في محيط الفرقة 17 بالرقة. وبدوره، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن القوات النظامية استهدفت حي القدم جنوبدمشق بصواريخ أرض - أرض، كما تحدث عن قصف بالصواريخ استهدف حي القابون شرق العاصمة. وأضاف أن قذيفة هاون سقطت على حي العباسيين في دمشق، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، كما تحدث عن حملات دهم قامت بها القوات النظامية في أحياء الزاهرة والمزرعة ومساكن برزة.