في وقت واصلت قوات النظام السوري حملتها المستمرة منذ 13 يوماً للسيطرة على بلدة النبك في القلمون في شمال دمشق، تمكن مقاتلو المعارضة السورية من التقدم داخل بلدة معلولا المسيحية في ريف العاصمة وسيطروا على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «المرصد» تأكيده في بريد إلكتروني: «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة مساء (أول من) أمس على القسم القديم من بلدة معلولا بعد اشتباكات مع القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني استمرت أياماً». وأوضح مصدر أمني سوري في دمشق ل «فرانس برس» أن مجموعات المعارضة المسلحة ألقت إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخلها، ما اضطر هذه القوات إلى التراجع. وتقدم مقاتلو المعارضة في اتجاه وسط معلولا. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مصادر أهلية» أن «إرهابيين اقتحموا دير مار تقلا في معلولا ويحتجزون رئيسة الدير بلاجيا سياف وعدداً من الراهبات اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له». ولم تتمكن «فرانس برس» من الاتصال بالدير بسبب الضغط على الاتصالات الهاتفية. وشهدت معلولا جولة معارك في أيلول (سبتمبر) الماضي نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا أن خرجوا مجدداً وعادت إليها قوات النظام. ويأتي تجدد المعارك في معلولا وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام السوري منذ أكثر من أسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة أساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا إليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر). وتسعى قوات النظام حالياً إلى السيطرة على بلدة النبك في القلمون. وتمكنت الأحد من دخول القسم الغربي منها. وأفاد «المجلس الثوري العسكري» في القلمون أمس بأن «الجيش الحر» دمّر دبابة من طراز «ت72» تابعة لقوات النظام في ريف دمشق الشمالي، إثر استهدافها بمضادات دروع بعيدة المدى. وجاء ذلك في وقت تعرضت النبك لقصف مدفعي عنيف استهدف الأحياء السكنية من محاور عدة في اليوم الثالث عشر على التوالي من الحملة العسكرية على المدينة. وأفيد بأن مدنيين اثنين وأربعة من المقاتلين بينهم قائد كتيبة قُتلوا في القصف والمواجهات في النبك أمس. وأشار «المرصد»، من جهته، إلى تعرض مناطق في النبك والزبداني وطريق بلدة أفره بوادي بردى لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى مقتل رجل من بلدة أفره وسقوط جرحى. وقال «المرصد» إن الكتائب المقاتلة استهدفت «تمركزات القوات النظامية في قرية حرفا قرب مزرعة بيت جن ومبنى كازية كلكوش الذي تتمركز فيه القوات النظامية قرب مدينة النبك وهناك أنباء عن تدمير مبنى الكازية بالكامل وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». وأصدر «المجلس الثوري العسكري» في القلمون بياناً طالب فيه الحكومة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها إزاء ما سمّاه «الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المنطقة انطلاقاً من لبنان على يد ميليشيا حزب الله» الداعمة لقوات النظام في حملتها المستمرة منذ أيام على مدن وبلدات القلمون. وأعلن «المرصد»، من جهة أخرى، وقوع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية وأجنبية، من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة، من جهة أخرى، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية. وقُتل في هذه المواجهات أربعة من مقاتلي المعارضة، وفق ما أفاد «المرصد». ريف القنيطرة وكان لافتاً أمس احتدام المعارك في ريف القنيطرة في ظل محاولات للقوات النظامية استعادة السيطرة على بلدات خسرتها في الأيام الماضية لمصلحة «الجيش الحر». وفي هذا الإطار، قصفت قوات النظام قرى الصمدانية، والشرقية، وممتنة، وأم باطنة في محاولة لاستعادة السيطرة عليها. أما «المرصد» فأشار، من جهته، إلى تجدد قصف القوات النظامية على «مناطق في بلدة الصمدانية الشرقية وأطراف قرية المربعات وطريق نبع الصخر - المسحرة» في ريف القنيطرة. وذكر شهود في الجانب الإسرائيلي أن قذيفة هاون سقطت الاثنين في بلدة مجدل شمس في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وأشارت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن قوات من الجيش الإسرائيلي تعرضت صباحاً لإطلاق نار مصدره الأراضي السورية وقامت بالرد «وأصابت الهدف»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وفي الجنوب السوري، سيطر «الجيش الحر» أمس على تلتي «أبو اليابس» و «أبو لحية» شرق مدينة نوى بريف درعا. وتمكن «الحر» بذلك من قطع طريق الإمداد بين مدينة إزرع واللواء 61. وتزامن تقدم «الحر» على جبهة نوى مع استهداف كتائب أخرى تابعة له لرتل تابع لجيش النظام كان في طريقه إلى «تل الجابية» بريف درعا. واستهدفت قوات النظام كتيبة التسليح إثر إعلان «الجيش الحر» أول من أمس سيطرته عليها. ووزع «المرصد» أمس شريط فيديو وصوراً عن عملية السيطرة على كتيبة التسليح. وظهر في الشريط ثلاثة مقاتلين، اثنان يرفعان علماً أسود كتب عليه «لا اله إلا الله» و «كتيبة بيت المقدس»، بينما ثالث يقول «تم بفضل الله وبحمده السيطرة على كتيبة التسليح بشكل كامل في بصر الحرير بمشاركة جبهة النصرة الإسلامية وكتيبة (لواء المقدس) الإسلامية ولواء العمري ولواء بدر حوران ولواء أحمد حوران». وسمعت هتافات «الله اكبر» من حوله. كما يتضمن مشاهد من «عملية الاقتحام» يظهر فيها مقاتلون يركضون ويحتمون بساتر ترابي، وسط أصوات إطلاق نار، ونحو عشرين مقاتلاً يتجمعون على تلة ترابية صغيرة يطلقون الرصاص من رشاشاتهم، ويسمع كذلك إطلاق رصاص من مكان بعيد. كما يظهر في الشريط مقاتل يطلق نحو عشر رصاصات على ما يعتقد إنها جثة جندي نظامي. وفي إحدى الصورتين، يظهر مقاتلان يحملان سلاحهما وعلم «كتيبة بيت المقدس»، وهما يدوسان على رأس مقطوع وضع على جثة. وفي صورة أخرى، يبدو أحد المقاتلين يحمل الرأس المقطوع في يد، وعلم الكتيبة في اليد الأخرى، وهو يبتسم ابتسامة عريضة. وفي حمص وريفها في وسط البلاد، تعرضت مدينة تلبيسة لقصف من قوات النظام بالهاون والمدفعية استهدف الحي الغربي فيها. كما دارت اشتباكات عنيفة على جبهتي الغنطو وقلعة الحصن بين «الجيش الحر» وقوات النظام، وفق ما أفاد ناشطون. كما تعرضت أحياء عدة في مدينة دير الزور لقصف عنيف من قوات النظام.