لم تجزم اي جهة رسمية في الفاتيكان او في البطريركية الأرثوذوكسية السورية او في المعارضة سبب احتجاز الراهبات ال12 في بلدة معلولا المسيحية، فيما اكتفى سفير الفاتيكان لدى سورية بالقول ان "مقاتلين اسلاميين كانوا قد سيطروا على قرية مسيحية شمالي دمشق نقلوا بعض الراهبات الى بلدة يبرود القريبة من معلولا"، لكن لم يتضح هل تعرضن للخطف أم نقلن حفاظاً على ارواحهن. وقال ناشطون من المعارضة إن "المقاتلين الاسلاميين سيطروا على قرية معلولا أمس الاثنين بعد قتال شرس مع قوات الرئيس بشار الاسد"، وقالت وسائل الاعلام السورية انهم "يحتجزون الراهبات اسرى في دير مار تقلا للروم الارثوذكس". وقال مبعوث الفاتيكان ماريو زيناري ان " 12 راهبة نقلن من معلولا الى بلدة يبرود"، التي تقع على مسافة 20 كيلومتراً الى الشمال. وكانت اذاعة الفاتيكان ذكرت في ان " 12 راهبة ارثوذكسية اخرجن بالقوة من ديرهن الواقع في الوسط التاريخي من مدينة معلولا المسيحية التي استولى عليها مسلحو المعارضة السورية ليل الاحد الاثنين". وقال زيناري ل"رويترز" عبر الهاتف من دمشق "أجبروا الراهبات على اخلاء المكان وعلى ان يتبعوهم الى يبرود. في الوقت الراهن لا يمكننا القول ان كان هذا خطف أم إجلاء"، واضاف "سمعت انه يجري قتال بالغ الشراسة في معلولا". ويأتي القتال الذي يدور بين مقاتلي "جبهة النصرة" ذات الصلة بتنظيم "القاعدة" ومعارضين آخرين ضد قوات الاسد في اطار صراع أوسع للسيطرة على الطريق السريع بين دمشق وحمص وسط سورية. وأكد مسؤول في بطريركية الروم الارثوذكس انه يعتقد ان "الراهبات نقلن الى يبرود"، لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال التلفزيون الحكومي السوري ان "المسيحيين اقاموا قداساً في دمشق امس الاثنين للاحتجاج على اسر الراهبات وخطف اثنين من الاساقفة قرب حلب في نيسان/ابريل. وسيطر مقاتلون جهاديون وعناصر في كتائب مقاتلة معارضة على بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق بعد تقدمهم فيها اليوم، اثر اشتباكات مستمرة منذ ثلاثة ايام، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال نشطاء مؤيدون للمعارضة ان "الراهبات في أمان وان الخطر الحقيقي عليهن يأتي مما وصفوه بأنه قصف عشوائي من جانب الجيش السوري لمعلولا". وكانت معلولا مسرحاً لقتال ضار في أيلول/سبتمبر، عندما تم تبادل السيطرة عليها أربع مرات في سلسلة هجمات وهجمات مضادة من جانب المعارضين والقوات الحكومية. ويحاول الجيش بمساعدة موالين للأسد تأمين بلدات على الطريق من دمشق الى مدينة حمص ومعقل العلويين المطل على البحر المتوسط. والسيطرة على الطريق ستساعد في احكام قبضة الاسد وستتيح المرور الأمن لمئات الاطنان من المواد الكيماوية المقرر شحنها خارج البلاد بحلول نهاية العام لتدميرها.