هناك رجال آلوا على أنفسهم إلغاء مفردة الإحجام من قاموس حياتهم العملية, فليس لرهاب القرار مكان في تكوينهم الشخصي, جعلوا الإقدام وحده عنوانًا لسيرتهم الذاتية في دروب خطوهم لبلوغ غاياتهم العريضة وتحقيق أهدافهم الكبيرة في إحداث تغيير ذي إيقاع سريع, يطوي المسافة ويختصر الزمن لجني الثمار وحصد النتاج. إن قرار تدوير الكوادر التربوية والقيادية والإدارية والفنية الذي سرى مفعوله في شريان الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان, قرار شجاع, جريء بالغ الجرأة في تغذية الهيكل التنظيمي والإداري والفني والميداني بزاد تنويع إيجابي للمشارب والخبرات التي استقاها القادة التربويون خلال سنيهم العملية وأترعوا بها ميادينهم السابقة. ارتأى سعادة المدير العام نقل هذه الخبرات إلى ميادين وحقول جديدة ومستفيدين جدد مع إعطاء أولئك القادة فرصًا لتحقيق مزيد من النجاحات في إدارات أخرى ومرؤوسين جدد ومنح الآخيرين فرصًا وافرة لإثبات ذاتهم وتحقيق تميزهم مع رؤسائهم الجدد. إن التجديد والتغيير المتسارعين مزيتان لعصرنا التقني الهائل، انطلاقًا من ذلك طلع علينا مدير عام التربية والتعليم بمنطقة جازان محمد الحارثي, بقرارات بناءة هادفة رامية إلى إحداث حراك تربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة. النهر إذا ركد أسن، حتى لا يأسن نهر العطاء التربوي ويُبتلع ويغيض ماء التميز, وتفتر العزائم ويخفت وميض الإرادات ويتكئ القادة التربويون على منجزاتهم السابقة ويركنون إلى تأريخهم المنصرم. أحدث ذلك القرار حراكًا تربويًا مشهودًا يرتد إلينا صداه، نتداوله ونتجاذب أطراف حديثه بين مؤيد مدرك لجدوى وأهمية تجديد دماء العطاء والإنتاج, ومعارض متخوف متهيب من المجهول مدمن للرتابة متعلق بأستار المألوف. دعونا نمض مع قرارات التدوير التعليمي والتربوي بتفاؤل وطمعٍ في جني ثمارها بنفض لغبار الرتابة وقطع لروتين الجمود وأسر المكرور, ونصطف في طابور التأييد استنهاضًا للهمم واستنطاقًا للإرادات الصامتة وتسخيرًا للطاقات وصقلاً للقدرات وجعلها مقومات نجاح في القادم المأمول. ويحدوني أمل في تسامي المعارضين عن الذات ومنح أنفسهم فرصة التقبل للقرار, وامتطاء صهوة القادم بتفاؤل يريهم ما كان خافيًا عليهم من إيجابيات قرار التدوير وإن كانت الأخرى, فيحسب للرجل اجتهاده ولا يلام المرء بعد اجتهاد.