اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نبيل شعث، في تصريح إلى "الوطن" أن "لا مجال لإنجاح المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) سوى بالضغط الأميركي على إسرائيل للقبول بوقف الاستيطان، وأن يكون أساس الحل هو دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 عاصمتها القدس، مع إمكانية تبادل طفيف بالقيمة والمثل للأراضي". وأضاف: "لقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاستيطان غير شرعي، وهذا جيد، لكن بما أن هذا الاستيطان غير شرعي، فإنه يجب أن يتوقف ولا يسمح له بالاستمرار". وتابع شعث: "مطلوب إجراء أميركي للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذا النشاط غير الشرعي". ولفت إلى أن "كيري معني ومهتم بالتوصل إلى اتفاق (فلسطيني إسرائيلي)، لكن إسرائيل لا تتصرف كذلك إطلاقاً وتتعامل وكأن الأراضي الفلسطينية ِملك لها، وأنها ستعطينا من هذا المِلك، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، فنحن نريد كل حقوقنا". وعلى الصعيد ذاته، أعلنت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، أن النشاط الاستيطاني لم يتوقف منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو. وأضافت: "خلال فترة الأشهر الثمانية الأولى من عمر حكومة نتنياهو الجديدة، فإن الاستيطان لم يتوقف، وكان المظهر الأخير لذلك هو نشر عطاءات لبناء 2258 وحدة استيطانية جديدة، ودفع خطط لبناء 2487 وحدة استيطانية أخرى". وأشارت إلى أنه" منذ تشكيل الحكومة الحالية في 18 مارس الماضي، تم نشرعطاءات لبناء 3472 وحدة استيطانية، ودفع خطط لبناء ما لا يقل عن 8943 وحدة استيطانية، وهذه الحقائق تثير علامات سؤال جديدة عن نوايا نتنياهو فيما يتعلق بالسلام والمفاوضات وحل الدولتين". في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية، النقاب بأنه بعد التوتر الشديد الذي ساد آخر جلسة للمفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية)، أقدمت قوات الاحتلال على إرسال دورية قبالة منزل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في مدينة أريحا في الضفة الغربية. وقال موقع عريقات على "فيسبوك"، "في خطوة استفزازية قامت قوات الاحتلال الصهيوني قبل عدة أيام، باقتحام مدينة أريحا والتجوال فيها، ومن ثم التوقف أمام منزل الدكتور صائب، في خطوة قد تكون إيصال رسالة وضغط على القيادة الفلسطينية، بعد عدة جولات مفاوضات كان فيها طاقم المفاوضات الفلسطيني، متمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي تنازل. وقاموا بأخذ الصور للمنزل والتجول في حديقته". وأضاف: "هنا نؤكد بأن طاقم المفاوضات الفلسطيني وبقيادة الدكتور صائب عريقات متمسك بالثوابت الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني، ولم يرضخ لأي تنازل مهما تعرض من محاولات للتشهير بسمعته، والتضييق عليه، ونشر الشائعات، التي كانت تفشل دائماً؛ لأننا مؤمنين بالله ونضع مخافة الله بين أعيننا وحقوق شعبنا أهم من أي شيء آخر". وفي سياق آخر، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة أمس، في زيارة إلى مصر تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. ومن المقرر أن يبحث عباس مع المسؤولين في القاهرة آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ونتائج مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمفاضات الفلسطينية الإسرائيلية.