تبجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته لا تضع أي شروط مسبقة لإطلاق المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني، في تعقيب على تصريحات لرئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اتهم فيها إسرائيل بوضع «إملاءات» قبيل انطلاق المباحثات بين الجانبين برعاية اللجنة الرباعية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن البيان الصادر من ديوان رئيس الحكومة بأن نتنياهو شدد على أهمية الترتيبات الأمنية في أي اتفاق سلام لمنع استخدام الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لإطلاق صواريخ على إسرائيل، نافيا وضع شروط تستبق المفاوضات المباشرة بين الجانبين المقرر انطلاقها في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل. وتأتي التصريحات ردا على دعوة القيادة الفلسطينية لإسرائيل بأن تختار بين السلام والاستيطان، محذرة من أن استمرار البناء الاستيطاني سيؤدي إلى انهيار المفاوضات المباشرة بين الطرفين. يذكر أن إسرائيل كانت قد قررت تجميد الاستيطان لمدة ستة أشهر، ولكن المهلة تنتهي أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل، ويعتبر مطلب وقف بناء المستوطنات أحد نقاط الخلاف الأساسية بين الجانبين. وقال عريقات خلال مؤتمر صحافي في رام الله أمس الأول: «إذا استمرت إسرائيل في النشاطات الاستيطانية، فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان». وأضاف بأن على الحكومة الإسرائيلية أن «تختار السلام وليس خيار الاستيطان كونه غير شرعي»، وحسب مواقف اللجنة الرباعية الداعية لقيام الحكومة الإسرائيلية بوقف جميع النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل النمو الطبيعي وهدم البيوت وتهجير السكان وفرض الحقائق على الأرض وخاصة في مدينة القدسالشرقية وما حولها، على ما أورد موقع حركة فتح. ولفت إلى أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قبلت الدعوة للذهاب إلى المفاوضات المباشرة بناء على بيان اللجنة الرباعية القاضي باستئناف المفاوضات المباشرة. وأشار إلى أن نتنياهو دعا إلى مفاوضات مباشرة دون أي شروط، ولكن ما نلاحظه اليوم هو إملاءات، والمفتاح بيده في حال قرر وقف الاستيطان والالتزام بالمرجعيات. ومن جانبه، قال نبيل شعث عضو مركزية فتح ومفوض علاقاتها الدولية، إن الموقف الفلسطيني واضح من المفاوضات المباشرة حيث لن تكون هناك مفاوضات في ظل استمرار النشاط الاستيطاني. وأضاف شعث خلال لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة الاثنين، إن الذهاب للمفاوضات المباشرة لن يعطي غطاء للاستيطان، مؤكدا أن المفاوض الفلسطيني متمسك بالثوابت الوطنية، وفق المصدر ذاته. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أعلنت الجمعة، عن انطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل.