اجتاحت حالة من الغضب الأوساط السياسية الفلسطينية بعد قرارات إسرائيلية بدفع مخططات لبناء ألف وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية خلال أسبوع واحد فقط من استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، ما استدعى توجيه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، احتج فيها على هذه المخططات، ودعا إلى تحرك أميركي لوقفها. ولكن ليس ثمة توقعات بأن تحول هذه الخطوات الإسرائيلية دون انعقاد الجلسة القادمة من المحادثات المقررة الأربعاء المقبل الموافق ال14 من الشهر الجاري في القدس الغربية أو الجلسة المقبلة المقررة بعد أسبوع في مدينة أريحا بالضفة الغربية. وقد دفعت الحكومة الإسرائيلية بقرارات لإقامة 1000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس فيما قررت الحكومة ذاتها اعتبار العديد من المستوطنات الإسرائيلية ضمن مناطق الأفضلية القومية، ما يمنحها الكثير من الامتيازات الحكومية. ومن المرجح وصول المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتين أنديك ومساعده إلى المنطقة خلال ساعات للمشاركة في الاجتماع الثاني من المفاوضات بعد الاجتماع الأول الذي عقد نهاية الشهر الماضي في واشنطن. وقد شرحت الرسالة التي وجهها عريقات إلى كيري، الإعلانات التي أصدرتها الحكومة الإسرائيلية بإقامة 676 وحدة استيطانية في الضفة الغربية و63 وحدة استيطانية في جبل المكبر في القدس، وذلك منذ استئناف المفاوضات في واشنطن. وطلب عريقات من كيري العمل على وقف المخططات الاستيطانية، مؤكدا على أنه بدون وقف البناء الاستيطاني من الصعب إحراز تقدم في المفاوضات باتجاه الوصول إلى اتفاق سلام. وليس ثمة أي التزام إسرائيلي واضح بوقف الاستيطان باستثناء وعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم عرقلة المفاوضات بالاستيطان. في المقابل، دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي "دول العالم إلى مواجهة الواقع الذي تكرسه حكومة الاحتلال على أرض دولة فلسطين، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتعمدة ضد الأرض والشعب الفلسطيني وخاصة الاستيطان، باعتباره جريمة حرب وفقا للقوانين الدولية وميثاق روما". وبدوره، قال النائب قيس عبدالكريم (أبوليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن حكومة الاحتلال تسابق الزمن من أجل قضم ونهب المزيد من الأراضي لصالح توسيع المستوطنات غير الشرعية المقامة على أرضنا، مستغلةً جولات المفاوضات العبثية كغطاء على عمليات التوسع الاستيطاني. إلى ذلك، دان المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي في خطبة بثها التلفزيون أمس، مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، معتبرا أنها تجري على حساب الفلسطينيين. وقال خامنئي في هذه الخطبة في أول أيام عيد الفطر إن "ما أعده الاستكبار (الولاياتالمتحدة) في هذه المفاوضات إجحاف للفلسطينيين. على العالم الإسلامي إدانة التحرك الغاصب للذئاب المتوحشة الصهيونية وحماتها". وأضاف: "يجب ألا تؤدي هذه المفاوضات إلى ظلم أكبر بحق الشعب الفلسطيني وإلى عزل المناضلين المسلمين الفلسطينيين". وتابع خامنئي: "هذه المفاوضات ستؤدي إلى تراجع حقوق الفلسطينيين وإلى تشجيع المعتدين على القيام بمزيد من الاعتداءات وقمع نضالات الفلسطينيين المحقة".