طغت فضيحة التجسس الأميركي الواسع النطاق في أوروبا على أعمال القمة الأوروبية التي بدأت في بروكسل، فيما أثارت المعلومات عن مراقبة اتصالات المستشارة الألمانية ميركل صدمة كبرى. وعدّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هوالاند أمس، أن ما كشفه إدوارد سنودن حول التجسس من قبل الولاياتالمتحدة على حلفائها كان "مفيدا" أخيرا وأدى إلى "مزيد من الفعالية" لأجهزة المخابرات، وإلى مزيد من الحماية للحياة الخاصة للمواطنين. وقال خلال مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية "أخيرا، ما كشفه سنودن يمكن أن يكون مفيدا. وأضاف "سوف يسمح بمزيد من الفعالية في عمل الأجهزة وبمزيد من حماية حريات المواطنين على السواء" وبالنسبة للولايات المتحدة، قال هولاند "إنها مسألة الثقة التي طرحت: حقيقة حول الماضي وقواعد سلوك للمستقبل" وأوضح "نريد أن نعرف ما تعرفه الصحافة وأن تستمر في نشره انطلاقا من وثائق سنودن" وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تحادث معه حول قضية التجسس رد بالإيجاب على طلب المعلومات هذه. وقال هولاند إنها "نية" الأميركيين "على حال هو الجواب الذي تلقيته من أوباما"، وعدّ هولاند أن "المهم هو الحفاظ على علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة وتعزيز الثقة" مضيفا "الحلفاء لا يتجسسون على بعضهم البعض" وحول التدابير التي اتخذها بعد الكشف عن التجسس على 35 رئيسا أجنبيا، قال هولاند مازحا "أستعمل هاتفا ولحسن الحظ لم أعد إلى العصر الحجري ولا أتقن لغة المورس" وبعد أن أشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كان هو نفسه قد تعرض للتجسس، أكد هولاند أن التدابير قد اتخذت كي يكون هاتفه "بأمان". وقال ساخرا "أول قاعدة من قواعد حسن السلوك بين الحلفاء ألا نراقب بعضنا وألا نتجسس على الهاتف المحمول لأي كان يكون في القمم الدولية" ومن القواعد الأخرى "عندما نبدأ بالمراقبة يجب أن نتقاسم المعلومات" وألا "نخرن معلومات يمكن أن تؤثر على عدد من الحريات" من جانبها طالبت ميركل الولاياتالمتحدة، أن تبرم اتفاقا "لمنع التجسس" مع برلين وباريس بنهاية العام قائلة إن التجسس المزعوم على اثنين من أوثق حلفاء واشنطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يتوقف. وقالت ميركل، إنها تريد من الرئيس أوباما أن يتخذ إجراء لمعالجة المشكلة لا مجرد كلمات الاعتذار. وستسعى ألمانيا وفرنسا إلى "تفاهم متبادل" مع أميركا بشأن التعاون بين أجهزة مخابراتها، وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف. وقالت ميركل "يعني هذا إطارا للتعاون بين أجهزة الاستخبارات ذات الصلة. وقد أخذت ألمانيا وفرنسا بزمام المبادرة وقد تنضم إليهما دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي" من جانبه، اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، سنودن وصحفا لم يذكرها بالاسم بخدمة أعداء بريطانيا بمساعدتهم على تفادي مراقبة أجهزة المخابرات. وفي أقوى تصريحاته عن الموضوع قال كاميرون في مؤتمر صحفي في بروكسل، إن المعلومات السرية التي سربها سنودن ستصعب على بريطانيا وعلى بلاد أخرى تأمين مواطنيها من أناس يريدون “نسف” عائلات. وقال للصحفيين، “إن ما يفعله سنودن وما تفعله الصحف من مساعدته فيما يفعله يعطي بصراحة إشارة للذين يسعون لإيذائنا تبين لهم كيف يراوغون ويتجنبون المخابرات والمراقبة والأساليب الأخرى” وأضاف “هذا لن يجعل عالمنا أكثر أمنا وإنما سيجعل عالمنا أشد خطرا. هذا يفيد أعداءنا”. وترتبط الولاياتالمتحدة باتفاقيات "لمنع التجسس" مع بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، وهو تحالف يعرف باسم "العيون الخمسة" أقيم بعد الحرب العالمية الثانية.