في أول ردة فعل رسمية على طلب إحدى الجهات الحكومية "الإفادة" من بعض الصحف المحلية حول عدم تغطية إحدى مناسباتها، أكدت هيئة الصحفيين السعوديين أن للجهات الإعلامية أحقية رفض أي تساؤل يوجه إليها في هذا الشأن. وقال أمين عام الهيئة عبدالله الجحلان ل"الوطن"، إن الاستفسار عن شأن إعلامي حق للجميع، إلا أن للإعلاميين مرجعيات توجه لها هذه التساؤلات والاستفسارات. وفيما اعتبر رئيس تحرير صحيفة الحياة المساعد جميل الذيابي، طلب أي جهة حكومية إفادة حول أسباب عدم تغطية حدث معين باستسهال واسترخاص للصحافة ودورها، أكد أن هذا التصرف يراد منه تحويل الصحافة إلى "بروشور" لتلك الجهات، في حين أكد رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية سلمان الدوسري، أن بعض الجهات الحكومية تعمل في مناخ ما قبل 4 عقود. لم تمض ساعات على إرسال إحدى الجهات الحكومية لمجموعة من الصحف المحلية طلب استفسار حول عدم تغطية إحدى مناسباتها، حتى أثار هذا التصرف انتقادات عدد من الإعلاميين، وسط تأكيد من هيئة الصحفيين السعوديين على لسان أمينها عبدالله الحجلان أن للجهات الإعلامية مرجعيات توجه لها تساؤلات واستفسارات، وأحقية الصحف لرفض أي تساؤل يوجه إليها حيال عدم تغطيتها لحدث محدد. وشدد الحجلان في حديثه ل"الوطن" على ضرورة أن يتم توضيح ما إذا كان الاستفسار الذي وجه إلى وسائل الإعلام خرج من شخص أو أن التساؤل يحمل صفة المنشأة، داعياً في السياق ذاته إلى ضرورة الحزم والدقة حيال صحة ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي. وبين الحجلان أن الاستفسار عن شأن من الشؤون الإعلامية حق للجميع، كما يحق للجهات الإعلامية رفض هذا الاستفسار أو عدم الإجابة عليه، مستدركاً بالقول: "هل السؤال الموجه يفرض على الجهة الإعلامية واجبا معينا؟"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن للجهات الإعلامية جهات مرجعية هي المسؤولة المباشرة عن أسباب عدم تغطية مناسبة معينة. من جانبه اعتبر رئيس تحرير جريدة الحياة المساعد جميل الذيابي، طلب أي جهة حكومية إفادة حول أسباب عدم تغطية حدث معين باستسهال واسترخاص للصحافة ودورها، مؤكداً أنه لا يحق لجهة حكومية طلب إفادة من الأساس. وأضاف الذيابي: "بعض الجهات تريد الإملاء على الصحافة لنشر ماتريد وعدم نشر ما لا تريد والاستجابة لرغباتها"، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة تأتي كمحاولة استجواب للصحافة والتحقيق معها حول ما تنشر وما لا تنشر، وهو ما من شأنه التطاول عليها. واعتبر الذيابي أن هذا التصرف يراد منه تحويل الصحافة إلى منشور ناطق باسم تلك الجهات الحكومية أو المسؤول، لتصبح معبرة عنهم بتغطية مناسباتهم حسب الطلب والتوجيه، بعيداً عن دورها الأهم الذي يعكس هموم الناس وحقوقهم، وهو ما يفقد الصحافة مهنيتها وحريتها وصدقيتها ويجعلها أداة بيد المسؤول. وشدد الذيابي على ضرورة احترام الصحافة ودورها وخطها التحريري، ومن هنا تأتي أهميتها لتلعب دور السلطة الرابعة، لافتاً إلى أن الصحافة مسؤولة عن مواكبة طموحات المجتمع وتطلعاته لا رغبات المسؤولين وتحويلها إلى منشورات علاقات عامة. وحض جميل الذيابي على أن تكون الصحافة مهمومة بإيجاد المساحة التي تكون فيها قادرة على توصيل رسالتها المجتمعية، مضيفاً "لو ظلت الصحافة مكبلة بيد المسؤول بعيدة عن تناول ما يهم المجتمع ويشغل فكره، فإن الزمن حتماً سيتجاوزها، وستصبح مثلها مثل لوحات الإعلانات". من جهته وصف رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية سلمان الدوسري، تصرفات بعض الجهات الحكومية، بالعمل في مناخ ما قبل 40 عاماً وليس مناخ 2013، مضيفاً: "تلك الجهات لا تنتهك أبجديات العلاقة مع الصحافة بقدر ما تسيء لذاتها وتناقض تصريحاتها باحترام الصحافة والصحافيين". وبين الدوسري أن جهات سيادية في الدولة لا تأتي بمثل هذه التصرفات وتحترم وسائل الإعلام، وهو ما يؤكد – على حد قوله - أن هناك بونا شاسعا في تعاطي الجهات الحكومية مع الإعلام، وأن هناك جهات تعتقد بشكل خاطئ وجاهل أن لها سلطة على "وسائل الإعلام" تراقبها وتوجهها بل وتحاسبها. وتساءل الدوسري عن الجهة الرسمية التي تدافع عن الصحافة والصحفيين وتقف في وجه من ينتهك حقوقهم، مستدركاً بإجابته: "لا يوجد من يقف معهم".