انتقد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في مصر اجتماع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بمدينتي إسطنبول التركية ولاهور الباكستانية لمناقشة الأوضاع المصرية والسعي للتدخل لإعادة نظام الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال الباحث في الشؤون الإسلامية والقيادي الإخواني السابق الدكتور كمال الهلباوي "اجتماعات إسطنبول ولاهور تدل على أن الإخوان في ورطة كبيرة، وهم يحاولون توصيل صورة أن ما حدث في مصر انقلاب للضغط على العالم الخارجي بهدف دعوته للتدخل الأجنبي، خاصة وأن ما تعرضت له الجماعة في مصر أدى إلى وقوع التنظيم الدولي في إشكالية كبيرة جداً، لأن مصر بالنسبة لهم مصدر رئيسي في حل الأزمات، وهذه أكبر ضربة تعرض لها التنظيم بسبب سوء أداء محمد مرسي وتحالف دعم الشرعية، ولذلك لن يكون هناك تعاطف معهم، ومثل هذه الاجتماعات كانت تتم فيها دراسة وضع الجماعة في كل الدول وكيفية مساعدتها ومناقشة أمورها، وهم دائماً ما يختارون باكستان أو تركيا للاجتماع لأنهما الأفضل أمنياً، وبهما حريات تسمح لهم بالانعقاد". من جانبه، أشار الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة في تصريحات إلى "الوطن"، إلى أن اجتماع إسطنبول هو بمثابة قنبلة دخان، مضيفاً أنه "اجتماع دعائي لإعطاء تصريحات صحفية ولا مبرر له، بينما يمثل اجتماع لاهور مجلس حرب صريحا وواضحا، حيث تم اختيار هذه العاصمة لانعقاده لأن الإخوان يواجهون أزمة حقيقية، ويخافون أن تتجاوزهم اللحظة، ويريدون أن يثبتوا أنهم لا يزالون موجودين ولديهم العديد من المقومات، والأجهزة المخابراتية التي تدير التنظيم موجودة بقوة في اجتماع باكستان، وذلك لأن هناك أزمة حقيقية تواجه هذه الجماعة في العديد من الدول. وهناك توصية بدعم حماس مادياً بالمال والأسلحة من الدول وتكثيف اللقاءات مع نائب المرشد العام للإخوان بمصر محمود عزت للخروج من الأزمة التي يواجهها الإخوان منذ عزل محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو الماضي". من جهته، قال المتحدث باسم حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية مصطفى الحجري "اجتماع الإخوان المسلمين في تركيا يؤكد أنهم تنظيم عالمي هدفه مصلحته الخاصة وليس مصلحة الدولة، ويؤكد أيضا أن مصر بالنسبة لذلك التنظيم ليست أكثر من ولاية يريدها تحت يديه لتحقيق حلمه، وعندما تسمح الجماعة بعقد مجموعة من الأجانب لاجتماع يتدخلون فيه بالشأن المصري ويحاولون السيطرة عليه فهذا كفيل بهدم أي حديث عن مدى وطنية هذه الجماعة"، مضيفاً أن "الإخوان كتنظيم دولي يشعر بأنه في طريقه للنهاية والسقوط، خاصة عقب سقوطه في مصر ورفض حكمه، وموقف تركيا وما تقوم به من استضافة لهذا المؤتمر وسماحها بالتدخل في الشأن المصري أمر مرفوض، وعلى السلطات والحكومة المصرية التصدي له ومواجهته دبلوماسيا". إلى ذلك، وجد تصعيد الجماعة لمعارضتها للحكومة، وتحركاتها الدولية التي طالبت من خلالها الأممالمتحدة أمس بعدم الاعتراف بوزير الخارجية السفير نبيل فهمي، انتقاداً داخلياً واسعاً. وكانت الجماعة قد طالبت في بيان لها حصلت "الوطن" على نسخة منه، كل الدول والمؤسسات بعدم الاعتراف بالحكومة الحالية، وعدم السماح للدكتور نبيل فهمي بتمثيل مصر في الهيئات الدولية، خصوصا الأممالمتحدة.