ذكرى يوم بناء الوطن ال83 وطننا المملكة العربية السعودية، ونحن نشهد استقرارا سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، واحتفالنا بذكرى اليوم الوطني؛ ليس إلا وقفة صادقة لنتعرف من خلالها وفي ظل عالم تضطرب به الأحداث من حولنا، فلله الحمد والمنّة على مكاسب الوطن، وكيف كان وأين أصبح؟ وحب الوطن لا يتعارض مع الدين، طالما أنه احتفال ليس فيه ما يتعارض مع الدين وتعاليمه، بل حب المكان الذي ولد فيه المرء، وعاش طفولته وشبابه، وشيئا من معترك حياته، والتصق بكل تفاصيله، ليعد من قمة الوفاء، والوطن مهوى الأفئدة وأليفها، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين وقف على الحزورة يودع مكة مهاجرا إلى المدينة قال "والله، إنّكِ لأحَبّ البقاعِ إلى الله وأحبّ البقاع إليَّ، ولولا أني أُخرِجتُ منك ما خَرَجتُ"، معبرا عن حنينه وشوقه لمكة وهو يغادرها، حين أجبر على الخروج منها، لأنها وطنه وصباه وشبابه وكل حياته، فالوطن عشق الأتقياء الأوفياء، وحنين الشعراء، وسلوة الأدباء، تغنت به قوافي الشعراء فهامت فيه وبه، وتغزلت فيه محابر الأدباء، فتجلت في تاريخه فخرا. ونحن إذْ نعيش ذكرى التأسيس ال83 فإننا لنجد أنفسنا أمام وطن يقف بمسيرته التنموية الشاملة في كل المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، على أعتاب القرن الحادي والعشرين بكل شموخ وعنفوان، بتوفيق من الله - جلّ في علاه -، ثم بفضل ودعم وسند القيادة الحكيمة التي تعمل لوطنها بكل إخلاص منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - الذي أرسى قواعد الكيان، وشّد أركانه بوحدة وتوحيد، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – وفقه الله وأعانه - الذي لا يزال يواصل المسيرة، مرورا بالملوك سعود، فيصل، خالد، ثم فهد - طيب الله ثراهم جميعا -، ورحمهم، وجزاهم خير الجزاء لما قدموا لوطنهم، ولأمتيهم العربية والإسلامية، فاحتفالنا بوطننا هو درس في التاريخ والجغرافيا معا، يجب ألاّ تشوبه شائبة ليست لها علاقة بالوطنية أو المواطنة الصادقتين، فالوطن أكبر من كل الشعارات والألوان والمسيرات، فالوطنية سلوك وأفعال.