تجددت معاناة سكان قرية اليتمة (70 كيلومترا جنوبالمدينةالمنورة) من تردي وضع الجامع الوحيد في القرية وتعرضه لتصدعات وانعدام النظافة في مرافقه وعدم تطويره منذ 37 عاما، إذ انسحب المتبرع الذي تكفل بإعادة بنائه بعد تجهيز المخططات. وأوضح مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف في المدينة الدكتور محمد الخطري، في حديث إلى "الوطن"، أن الفرع أبرم اتفاقا مع متبرع يريد هدم المسجد وإعادة بنائه بكامل خدماته مع سكن للإمام ومدرسة للتحفيظ على أحدث تصميم، حيث تم التوقيع مع المقاول وكان من المفترض البدء في العمل قبل شهر رمضان الماضي، إلا أن المتبرع اعتذر بداية شهر رمضان عن البدء بالمشروع بعد استكمال المخططات، قائلا: "لا يمكن أن نجبر متبرعاً على عمل الخير، ونحن في انتظار بديل". وحول عدم توفر إمام للجامع، قال الخطري: إنه لا يمكن للأوقاف توفير إمام في قرية تبعد عن المدينةالمنورة خوفا من تغيبه أو تأخيره عن الصلوات، إذ من الممكن أن يرشح أهالي القرية إماما لمسجدهم حسب الشروط للإمامة، ويرسل للفرع، حيث يتم تقييمه واختباره قبل تعيينه على وظيفة إمام من قبل الشؤون الإسلامية. من جهتهم، أجمع عدد من سكان القرية في حديث إلى "الوطن" على أن انسحاب المتبرع جدد معاناة الأهالي، إذ يقول صالح السهلي وحسن السهلي من سكان القرية، إن انسحاب المتبرع شكل عائقا أكبر من ذي قبل، حيث إن المسجد يعاني حاليا من تصدعات في مئذنته وبعض جدران المسجد وغياب نظافة المسجد، إذ يقوم بعض المتبرعين والمتطوعين في بعض الأوقات في نظافة المسجد والاهتمام به، لكن لا يستمر تطوعهم كثيرا. وأضافا أن المسجد دون إمام منذ 3 سنوات ويوجد فقط مؤذن وخطيب جمعة متطوع للخطبة في يوم الجمعة، حيث يخدم المسجد أكثر من 20 قرية ومركزا ويزدحم المصلون على المسجد ويقضي أغلبهم وقت الاستماع لخطبة الجمعة والعيدين والصلاة في الطريق وخارج المسجد. وبين صالح وحسن، أن سكان اليتمة متفقون على أن مرافق المسجد تعاني الإهمال ولا تستخدم كثيرا من أهالي القرية، ولكن يضطر لها بعض المسافرين، حيث يخدم المسجد القرية وباقي القرى، مطالبين الشؤون الإسلامية الاهتمام بالمسجد وتطويره والاهتمام به مع توفير إمام للمسجد وترميم التصدعات، التي أصبحت تشكل خطرا على المصلين ونظافة المرافق ودورات المياه وإنشاء مظلات خارجية بجوار المسجد لتقي المصلين حرارة الشمس.