أغلقت السلطات المصرية أمس معبر رفح البري بشكل استثنائي عقب استهداف مبني المخابرات الحربية بمدينة رفح، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً بينهم 6 مجندين، وإصابة 17 آخرين بينهم 10 من العسكريين و3 نساء، وتدمير عدد من المنشآت المدنية المحيطة بمنطقة الحادث، في انفجار سيارة مفخخة بجانب مبنى المخابرات. وأعقب الانفجار سقوط قذائف "آر بي جي"، بينما اقتحم انتحاري آخر بسيارة مفخخة كمين النافورة في مدينة رفح، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 5، وتم العثور على أشلاء لمدنيين اثنين يرجح أنهما منفذا العمليتين. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي "استهدفت عناصر إرهابية القوات المكلفة بتأمين مدينة رفح بسياراتٍ مفخَّخة، كما شنَّت عملية غادرة باستخدام عربتين محملتين بكميات كبيرة من المتفجرات استهدفت عناصر أمنية بالمدينة". وأكد مصدر أمني مسؤول، رفض ذكر اسمه في تصريحات إلى "الوطن"، أن عملية استهداف مبنى المخابرات الحربية هي محاولة للرد على العملية العسكرية الموسعة التي تقوم بها القوات المسلحة في شمال سيناء منذ 3 أيام، مضيفاً أن الانفجار وقع نتيجة لعمل انتحاري، وهو ما يدل على يأس الإرهابيين والتكفيريين الذين ظنوا أنهم نجحوا في السيطرة على شمال سيناء، وتكوين قندهار جديدة، إلا أنهم خلال الأيام الثلاثة الماضية تكبدوا خسائر كبيرة مما دفعهم إلى القيام بعمل انتحاري، لأنهم يعلمون أن مرتكبي الحادث لن ينجحوا في العودة إلى جحورهم، وحتى إن هرب عدد منهم، فستتم ملاحقته والقبض عليه". إلى ذلك، اعترفت جماعة "أنصار بيت المقدس"، بتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش خلال الساعات الماضية، مؤكدة أنه تم تدمير سيارة تابعة للجيش في عملية استهداف لإحدى الحملات حين عودتها من عملياتها في قرية اللفيتات، مما أدى إلى مقتل عدد من الضباط والجنود. وقالت الجماعة، في بيان إنه تم تدمير سيارة عسكرية بعبوة ناسفة في عملية استهداف لحملة متوجهة من الشيخ زويد إلى قرية الجورة، مما أدى لمقتل 6 من عناصر القوات الخاصة. في سياق متصل واصل الجيش المصري هدم أنفاق التهريب التي تربط بين سيناء وقطاع غزة الفلسطيني، حيث أغرق بعضها بالمياه في إطار حملة مستمرة للقضاء عليها. بسبب استغلال بعض المهربين لها في مساعدة متشددين مسلحين على التسلل إلى مصر. وشهدت سيناء تصاعدا كبيرا في هجمات المتشددين منذ عزل الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي.